واشنطن تسحب يدها من الزناد وتُسلّم مفاتيح الدم في الشرق الأوسط لإسرائيل
14 أيلول 16:41
المعلومة / خاص.. في خطوة داخلية تبدو تقنية للوهلة الأولى، صوّت الكونغرس الأميركي على سحب صلاحية إعلان الحرب من يد الرئيس وإعادتها إلى السلطة التشريعية، هذه الخطوة، رغم طابعها القانوني، تحمل في طياتها تحوّلًا استراتيجيًا عميقًا في طريقة تعامل الولايات المتحدة مع الأزمات الدولية، خصوصًا في الشرق الأوسط. فبينما يُنظر إلى القرار على أنه تقليص لصلاحيات الرئيس الأميركي، إلا أن المحللين يربطونه بتحوّلات أكبر في العقيدة العسكرية الأميركية، حيث تتجه واشنطن نحو تفادي المواجهات المباشرة، مقابل الاعتماد على حلفاء إقليميين – وعلى رأسهم إسرائيل – لتنفيذ ضربات عسكرية وتحقيق أهداف استراتيجية دون توريط القوات الأميركية مباشرة. ضمن هذا السياق، يبدو أن العراق – مرة أخرى – يتحول إلى ساحة مفتوحة للضربات الإسرائيلية، التي تنفذ بشكل دقيق وبتنسيق استخباري عالي، تحت عنوان "الردع الوقائي"، لكن بدعم سياسي وعسكري أميركي غير مباشر.
وفي هذا السياق كشف النائب ثائر الجبوري عن وجود مخططات تقودها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لإعادة الفوضى إلى العراق من خلال استهداف قوات الحشد الشعبي، مبيناً أن تلك القوات تمثل السد المنيع بوجه الإرهاب. وقال الجبوري في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن “العراق اليوم يمتلك قدرات أمنية وعسكرية قادرة على صد أي تهديد، وخاصة بعد اسناد الدور المفصلي في السنوات الأخيرة كان للحشد الشعبي الذي تشكل استجابة لفتوى المرجعية، ونجح في حماية الدولة وتحرير المدن وقدم تضحيات جسيمة بلا مقابل، وهو ما شكل تهديدا مباشرا وسدا منيعا امام مخططات أمريكا وإسرائيل .” وأوضح أن “الحشد الشعبي أصبح ركناً أساسياً في المنظومة الدفاعية للبلاد، ما يتطلب الإسراع بتشريع قانون يضمن كامل حقوق مقاتليه ورعاية أسر الشهداء والجرحى”، لافتاً إلى أن “واشنطن وحلفائها يحاولون تعطيل هذا المسار، سواء عبر الضغوط المالية بقطع التمويل أو من خلال التدخل السياسي المباشر. وبينما تصمت واشنطن رسميًا، تشير تقارير متعددة إلى أن إسرائيل حصلت على ضوء أخضر لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في كل من العراق وسوريا ولبنان، مستهدفة اماكن تعتبرها تهديدًا وجوديًا، دون أن تتحمل الولايات المتحدة كلفة المواجهة المباشرة أو التداعيات الدبلوماسية. القرار الأميركي بسحب صلاحية إعلان الحرب من البيت الأبيض يمكن قراءته كإعلان نهاية مرحلة "الحروب الطويلة"، التي أرهقت واشنطن سياسيًا واقتصاديًا لكن هذا لا يعني الانسحاب الكامل، بل تحولًا من دور الفاعل المباشر إلى دور الممكّن والمموّل. وبينما ترتاح واشنطن من عبء الاشتباك العسكري، فإن حلفاءها، وعلى رأسهم إسرائيل، يتحركون بحرية أكبر، في مشهد يعيد رسم قواعد الاشتباك في المنطقة، ويرفع من احتمالات التصعيد في العراق، الذي بات مساحة رخوة أمنياً وسياسياً. ويخشى مراقبون من أن هذا التحول قد يخلق بيئة غير مستقرة، حيث تُستخدم دول مثل العراق كمسرح لصراعات بالوكالة، فيما تُبقي واشنطن يدها بعيدة عن "زناد" الحرب، دون أن تغيب عن مشهد التخطيط والدعم والتوجيه. ان قرار الكونغرس الأميركي قد لا يكون فقط مسألة دستورية داخلية، بل علامة على استراتيجية أميركية جديدة تقوم على الانسحاب من خط النار المباشر، وتمكين الحلفاء – لا سيما إسرائيل – من قيادة جبهات الصراع، خصوصًا في عراق يعيش فراغًا سياديًا وارتباكًا استراتيجيًا بسبب الهيمنة الامريكية على جميع قراراته وموارده من 2003 ولحد الان . انتهى / 25
