داخل المطبخ الأسود.. كيف تُدار صفقات الفساد من قلب مكتب السوداني؟
المعلومة / خاص ..
في عمق السلطة، حيث تُطبخ القرارات بعيدًا عن عيون الرقابة والمساءلة، يتسلل المال الفاسد عبر دهاليز مظلمة تُدار من قلب مكتب رئيس الوزراء ، وفي وقتٍ تعاني فيه المحافظات العراقية من تدهور الخدمات وانهيار البنى التحتية، كشفت مصادر مطلعة عن تورط مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في ملفات فساد مالي وإداري، تتعلق بعقود ضخمة ومناقصات مشبوهة واستحواذ منظم على مشاريع الإعمار، وسط صمت رسمي وتجاهل متعمد من قبل الجهات الرقابية.
وقالت المصادر وبحسب الوثائق والمعلومات التي حصلت عليها جهات رقابية، فإن شخصيات نافذة داخل مكتب السوداني قامت بالتدخل المباشر في إحالة مناقصات بمبالغ خيالية لصالح شركات مقرّبة، دون منافسة حقيقية أو التزام بالمعايير القانونية، بعض هذه الشركات تأسست حديثًا، وتفتقر للخبرة الفنية، لكنها حصلت على عقود بمئات المليارات من الدنانير، تشمل مشاريع بنى تحتية ضخمة في محافظات الجنوب والوسط.
وأكدت المصادر ان " من بين أبرز ملفات الفساد، مشروع إعادة تأهيل الجسور في محافظات العراق، الذي شهد تضخيمًا في كُلفة التنفيذ تصل إلى أكثر من 300% عن الكلفة الحقيقية، حسب تقارير خبراء فنيين، بعض هذه الجسور أُنجزت بمواصفات ضعيفة وانهارت بعد أشهر قليلة من افتتاحها، دون أن يُحاسب أي طرف.
وأشارت الى انه و رغم إعلان الحكومة إطلاق مبالغ ضخمة لإعمار المحافظات، إلا أن الواقع على الأرض يُظهر غيابًا حقيقيًا للمشاريع المُنجزة، فيما كشف موظفون في ديوان الرقابة المالية أن معظم تلك الأموال تم توجيهها عبر قنوات غير شفافة، وسط غياب واضح لآليات التتبع المالي والرقابي، ما يثير شكوكًا حول استفادة شخصيات مقرّبة من مراكز القرار، بينها موظفون في مكتب السوداني نفسه.
والخطير في الأمر، وبحسب مصادر مطلعة داخل الأمانة العامة لمجلس الوزراء، أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني على علم بهذه التجاوزات منذ عدة أشهر، لكنه لم يتخذ إجراءات حقيقية لكبح هذا النزيف المالي، مما يثير تساؤلات حول مدى تورطه المباشر أو ضلوعه في حماية المتورطين.
وفي ظل هذه التسريبات، ترتفع الأصوات بعضها داخل البرلمان العراقي والأخر بين الأوساط الشعبية، مطالبةً بفتح تحقيق فوري ومستقل، وإحالة المتورطين إلى القضاء، مهما كانت مناصبهم، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الملفات إلى أزمة سياسية وأمنية في حال استمرار تجاهلها. انتهى / 25
