فوضى أمنية ومسرحيات دولية في سوريا تهدد العراق والمنطقة
21 أيلول 20:11
المعلومة/ تقرير… في ظل اشتداد الأزمات الإقليمية وتعدد بؤر الصراع في المنطقة، تعود الساحة السورية مجدداً إلى الواجهة بوصفها مرتعاً للتجاذبات الدولية والإقليمية. فالمشهد هناك لم يعد محصوراً في نزاعات داخلية، بل تحول ـ بحسب مراقبين ـ إلى ما يشبه مسرحية متعددة الأبطال، تتقاطع فيها المصالح التركية والإسرائيلية، وتتغذى على ضعف المواقف العربية وصمت الجامعة العربية حيال ما يجري من جرائم بحق المدنيين. هذه الفوضى المستمرة في الأراضي السورية باتت تشكل تهديداً مباشراً ليس على السوريين وحدهم، بل على أمن العراق والمنطقة بأسرها، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من عودة النشاط الإرهابي بقوة. وبهذا الصدد حذر النائب محمد الشمري، من تنامي نشاط الجماعات المسلحة في سوريا وتداعياته المباشرة على أمن العراق، مؤكداً أن الأوضاع في الأراضي السورية ما زالت تعيش فوضى أمنية خطيرة. وقال الشمري في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن “الجماعات المسلحة تنشط بشكل متزايد في عدد من المناطق السورية، ولا سيما في دير الزور والحسكة، الأمر الذي يجعل أي حديث عن فتح المعابر الحدودية مع سوريا في هذا التوقيت خطوة محفوفة بالمخاطر”. وأضاف أن “العراق مطالب اليوم بتشديد الرقابة على حدوده الغربية ومنع أي خروقات محتملة قد تُستغل من قبل هذه الجماعات للتسلل وإثارة الاضطرابات داخل البلاد”، مشدداً على أن “الأمن الوطني خط أحمر لا يجوز المجازفة به تحت أي ذريعة سياسية أو اقتصادية”.
من جانبه، اعتبر الكاتب والسياسي السوري عدنان عزام أن ما يجري في سوريا من أحداث دامية ليس سوى “مسرحية إسرائيلية ـ تركية” بطلها زعيم جبهة النصرة المدعو “أبو محمد الجولاني”، مؤكداً أن الأخير جرى استقدامه من قبل أنقرة لتنفيذ سيناريوهات التقسيم وإغراق البلاد في الفوضى. وقال عزام في تصريح لـ/المعلومة/ إن “الجولاني وعصاباته ارتكبوا جرائم بشعة بحق أبناء السويداء، حيث قُتل العشرات منهم بدم بارد”، مشدداً على أن هذه التحركات تهدف إلى “إعادة سوريا إلى العصور الوسطى وتفكيك نسيجها الاجتماعي”. وأضاف أن “المطلوب اليوم هو إسقاط النظام الذي يحتضن هذه الجماعات المتطرفة ويغذي استمرار الفوضى”، منتقداً في الوقت ذاته “الموقف العربي المتخاذل”، مبيناً أن “الجامعة العربية وقفت صامتة أمام مشاهد الدم والانتهاكات وكأن الأمر لا يعنيها، وهو ما يجعلنا نشعر بالعار من هذا الصمت”. وأكد عزام أن ما يحدث في سوريا يتطلب موقفاً عربياً ودولياً حقيقياً، مشيراً إلى أن استمرار صمت الجامعة العربية سيمنح “الجولاني” ومن يقف وراءه فرصة أكبر لتمزيق البلاد. وبين تحذيرات النواب العراقيين من خطر تسلل الجماعات المسلحة عبر الحدود، واتهامات المراقبين السوريين بوجود مسرحية دولية يقودها “الجولاني”، يبقى المشهد السوري مفتوحاً على احتمالات أكثر تعقيداً. وبينما يزداد الصمت العربي تجاه ما يجري، يلوح في الأفق تهديد أكبر للأمن الإقليمي، الأمر الذي يجعل من استمرار الفوضى في سوريا شبحاً يلاحق استقرار العراق والمنطقة برمتها.انتهى25د
