البرلمان في دورته الخامسة.. شلل تشريعي وهيمنة تنفيذية
22 أيلول 14:00
لمعلومة / تقرير.. شهدت الدورة البرلمانية الخامسة، التي تُعد من أسوأ الدورات التشريعية في تاريخ العراق الحديث، جملة من الإخفاقات رغم ما رافقها من استقرار أمني نسبي بعد القضاء شبه الكامل على تنظيم داعش الإرهابي. ومن أبرز المؤاخذات على هذه الدورة، تعطيل عمل مجلس النواب لفترة طويلة عقب إقالة رئيسه السابق محمد الحلبوسي، وتأخر انتخاب رئيس جديد للمجلس بعد صراع سياسي مرير. وعلى صعيد التشريعات، اتُّهمت رئاسة البرلمان بطرح قوانين جدلية دون التوصل إلى توافقات سياسية مسبقة، ما أدى إلى فقدان النصاب في العديد من الجلسات.
وفيما يخص الدور الرقابي، فقد شهدت الدورة غياباً شبه تام لعمليات استجواب المسؤولين، باستثناء جلسة واحدة، وهو ما عُدّ خرقًا واضحًا من رئاسة المجلس لواجباتها الرقابية. الأمر الأكثر خطورة، بحسب مراقبين، هو هيمنة السلطة التنفيذية برئاسة محمد شياع السوداني على عمل البرلمان، إذ عمدت الحكومة إلى سحب مشاريع قوانين مهمة، أبرزها قانون الحشد الشعبي، في خطوة وُصفت بالتعطيلية، كما فشل البرلمان في إلزام الحكومة بإرسال جداول موازنة عام 2025، على الرغم من اقتراب نهاية العام. وفي هذا السياق، وصف النائب مازن الفيلي الدورة الحالية بأنها "الأضعف والأسوأ"، مؤكداً أن البرلمان "ميت سريرياً"، في ظل انشغال النواب بالحملات والدعايات الانتخابية وتركهم للعمل التشريعي والرقابي. وقال الفيلي في تصريح لـ/المعلومة/، إن "عدد النواب الحاضرين في الجلسات لا يتجاوز في أحسن الأحوال 70 إلى 80 نائباً، ما يجعل من غير الممكن تمرير أي قانون أو اتخاذ قرار فاعل".
من جانبه، أرجع النائب هيثم الفهد تعطل المجلس إلى "المحاصصة السياسية وشراء الذمم"، معتبراً أن هذه العوامل "أفشلت الدور الرقابي للبرلمان، وأعاقت استجواب أي مسؤول في الحكومة الحالية". وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي نسيم عودة، أن أداء البرلمان شهد تراجعاً واضحاً نتيجة التدخلات المتزايدة من السلطة التنفيذية في عمل المؤسسة التشريعية، مما أثر سلباً على استقلالية القرار البرلماني. وأضاف عودة، في تصريح لـ/المعلومة/، أن "أفضل أداء لمجلس النواب كان في دورته الأولى، بينما تراجع الأداء بشكل ملحوظ في الدورات اللاحقة، لا سيما في عدد القوانين التي تم تشريعها"، مشيراً إلى أن الدورة الحالية لم تشهد أي نشاط يُذكر باستثناء فترة إقالة الحلبوسي وتولي المشهداني المنصب.
وختم عودة بالقول إن "محاولات بعض القوى السياسية عرقلة عمل البرلمان تهدف إلى تحييده، خوفاً من تأثير نشاطه على عمل الحكومة ورئيس الوزراء".انتهى / 25م
