بين الجفاف والانتخابات.. السوداني يفقد رصيده الشعبي في اختبار المياه
4 تشرين الأول 14:19
المعلومة/ تقرير... في وقتٍ تتصاعد فيه حدّة أزمة الجفاف وتنهار المنظومة البيئية والزراعية في جنوب ووسط البلاد، يزداد الغضب الشعبي والسياسي من "الصمت الحكومي" تجاه الحصار المائي الذي تفرضه تركيا على العراق. تراجع الإطلاقات المائية، وجفاف الأهوار والبحيرات، وانهيار القطاع الزراعي، كشفت جميعها عن عجز واضح في الدفاع عن "حق الدولة" في مواردها السيادية، وسط اتهامات للحكومة بعدم اتخاذ أي خطوات حقيقية أو ضغوط دبلوماسية لحماية أمن العراق المائي. وبينما تتفاقم الأزمة، يرى كثيرون أن التعامل مع هذا الملف المصيري لم يرقَ إلى مستوى التحدي، ما يضع علامات استفهام حول جدّية السلطة التنفيذية في إدارة الملفات الاستراتيجية.
صمت حكومي مريب
حمّل النائب عارف الحمامي، في تصريح لوكالة /المعلومة/، الحكومة مسؤولية تفاقم أزمة الجفاف التي تضرب مناطق واسعة من البلاد، لاسيما الأهوار والبحيرات، نتيجة "الصمت الحكومي" تجاه الحصار المائي التركي.
وأوضح أن قلة الإطلاقات المائية من تركيا عبر دجلة والفرات تسببت بانخفاض خطير في مناسيب المياه وجفاف غير مسبوق، مشيراً إلى غياب الضغط السياسي والدبلوماسي على أنقرة. وأضاف أن الملف المائي بات لا يقل خطورة عن الملفات الأمنية والسياسية، داعياً إلى تحرك عاجل لتدويله واللجوء إلى مجلس الأمن والمنظمات الدولية، في ظل أزمة معيشية حادة يعاني منها المزارعون وسكان الأهوار، وغياب المعالجات الحكومية.
حلم الولاية الثانية
من جانبه، أكد النائب السابق رزاق الحيدري، في تصريح لوكالة /المعلومة/، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يواجه تحديات كبيرة تقلل من فرص تجديد ولايته، بسبب الفشل في ملفات استراتيجية، أبرزها المياه والعلاقات مع تركيا.
وقال إن الحكومة لم تتعامل بجدية مع أزمة الجفاف ولم تستخدم أوراق الضغط لحماية حصة العراق المائية، مما أدى إلى انتكاسات في القطاعين الزراعي والحيواني. وأشار إلى تفاقم أزمة الملوحة في البصرة وأضرارها البيئية والصحية، مع غياب حلول فعلية، وهو ما أدى إلى تراجع شعبية السوداني وإضعاف موقفه السياسي.
التحذيرات تعكس تصاعد القلق من استمرار التفريط بـ"الحق الدولة" في موارده المائية، وسط دعوات لاتخاذ خطوات فعلية تضمن سيادة العراق وتأمين حصصه العادلة.انتهى / 25ز
