المعلومة / تقرير .. مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، تتصاعد التحذيرات من محاولات لإعادة حزب البعث المنحل إلى المشهد السياسي العراقي بصيغ وأشكال جديدة، وسط اتهامات لقوى خارجية بدعم تحركات سرية تهدف لإحياء الفكر الذي لفظه العراقيون بثمن باهظ. وفي الوقت الذي يدعو فيه نواب إلى تشديد الرقابة ومنع أي مرشح يحمل فكراً بعثياً من خوض السباق الانتخابي، يؤكد محللون أن قانون حظر البعث يمثل خط الدفاع الأول ضد هذه المحاولات، وأن وعي الجيل الجديد يشكل ضمانة حقيقية لعدم العودة إلى الماضي. وفي هذا السياق، كشف النائب عدنان الجابري عن “وجود تحركات سرية تجري بدعم دولي لإعادة حزب البعث بصيغة جديدة إلى المشهد السياسي”، داعياً في تصريح لوكالة /المعلومة/، المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى “استبعاد أي مرشح يثبت حمله للفكر البعثي أو ترويجه له”. وأوضح الجابري أن “بعض الشخصيات السياسية، خصوصاً من المكونين الكردي والسني، تحاول إعادة الحزب المقبور إلى الحياة السياسية عبر اجتماعات سرية مدعومة من أطراف دولية معروفة”، محذراً من أن “هذه التحركات تمثل تهديداً صريحاً للنظام الديمقراطي ولتضحيات أبناء الشعب العراقي الذين أسقطوا الفكر البعثي الدموي”. وأشار إلى أن “الانتخابات المقبلة قد تشهد صعود وجوه مرتبطة بالنظام السابق إذا لم تكن هناك رقابة حقيقية من المفوضية والأجهزة الأمنية لمنعهم من الوصول إلى البرلمان عبر التحايل السياسي أو التحالفات المشبوهة”، لافتاً إلى أن “الدستور العراقي والقوانين النافذة تحظر أي نشاط لحزب البعث المنحل أو أي محاولة لإعادة إنتاجه”.
من جانبه، أكد المحلل السياسي حازم الشمري أن “قانون حظر حزب البعث يشكل صمام أمان لمنع عودة الفكر المباد إلى الساحة السياسية العراقية”، مشدداً في تصريح لـ/المعلومة/، على أن “القانون لا يقتصر على منع الحزب بعناصره وقياداته، بل يشمل أيضاً ملاحقة كل من يروج لأفكاره تحت أي غطاء أو مسمى ومعاقبته”. وأضاف الشمري أن “حزب البعث انتهى فعلياً في غالبية الدول العربية ولم يعد له تأثير حقيقي في الساحة السياسية الإقليمية، ما يجعل أي محاولة لإعادته داخل العراق مغامرة فاشلة تتعارض مع إرادة المجتمع”، مؤكداً أن “الجيل العراقي الشاب يمتلك طموحات كبيرة ورؤية مستقبلية متقدمة ولا يريد العودة إلى الوراء أو تكرار أخطاء الماضي”. وتابع أن “من الخطأ مقارنة الواقع السياسي الحالي بحقبة ما قبل 2003، فالعراق اليوم يسير في مسار مختلف يقوم على التعددية والديمقراطية”، داعياً إلى “توعية الأجيال الجديدة بأهمية النظر إلى المستقبل وبناء دولة المؤسسات بدلاً من الانشغال بالماضي ومحاولات إحيائه”. ويرى مراقبون أن التحركات المشبوهة لإعادة البعث بصيغه القديمة والجديدة لن تنجح ما دام الدستور نافذاً والوعي الشعبي في تصاعد، مؤكدين أن ترسيخ ثقافة الديمقراطية وتحصين المجتمع ضد الفكر الاستبدادي يمثلان حجر الأساس لمنع تكرار مآسي الماضي وضمان استقرار النظام السياسي في العراق.انتهى25د
