ترامب يهين العراقيين امام السوداني: نفطهم كثير وعقلهم قليل!
المعلومة / خاص..
في مشهد جديد من مشاهد التناقضات الدولية، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحًا لاذعًا عن ثروات العراق النفطية، خلال تواجده في مؤتمر شرم الشيخ، حيث قال بالحرف
"العراق هذا البلد المليء بالنفط، ولا أعلم ماذا سيفعلون به، ستكون مشكلة إذا لم يعرفوا ماذا أن يفعلوا به".
تصريح ترامب –كعادته– لم يأتِ على شكل نقد مباشر، بل بصيغة المدح المغلّف بالذم، حينما أبدى "حيرته" إزاء وفرة الثروات النفطية في العراق، مقابل الغموض –كما وصفه– في طريقة استثمارها أو إدارتها.
فيما خصّ بعض القادة الحاضرين في القمة بكلمات إشادة مباشرة حول إدارتهم الناجحة لموارد بلادهم، تجاهل ترامب تمامًا رئيس الوزراء العراقي، بل وألمح إلى "سوء إدارة الثروة العراقية"، معتبرًا أن وجود هذه الكميات الهائلة من النفط دون خطط واضحة لاستثمارها أمر يثير القلق.
وفي هذا الشأن رأت عضو حركة حقوق، عاصفة عباس قادر، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يمارس سياسة ابتزاز تجاه العراق بهدف ضمان استمرار تواجد قواته لفترة أطول، مشيرة إلى أن فرض العقوبات الاقتصادية على العراق من قبل وزارة الخزانة الأمريكية يعد انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية.
وقالت قادر في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "ترامب يمارس ابتزازاً ضد العراق لتحقيق مكاسب سياسية لضمان بقاء قواته فترة أطول، وأكدت أن أمريكا لا تزال تفرض عقوبات اقتصادية على العراق لتحقيق مصالحها الشخصية.
وأضافت أن "الإدارة الأمريكية تشن حرباً اقتصادية ضد الشعب العراقي، وأن السياسات الأمريكية تجاه العراق لن تتغير ما لم يتم إنهاء وجود قواتها على الأراضي العراقية"، مشددة على "ضرورة الإسراع في اتخاذ خطوات فعلية لطردها".
تصريحات ترامب هذه أعادت إلى الواجهة تساؤلات الشارع العراقي المستمرة حول مصير الثروات الطبيعية، وأوجه صرفها، والفساد الذي ينهش مؤسسات الدولة، ما جعل العراق – رغم غناه – يعاني من خدمات متدهورة، وبنية تحتية هشة، وبطالة متفاقمة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها ترامب أسلوب "التهكم الناعم" تجاه العراق، فقد سبق له أن صرّح، في مناسبات عدة، بأن "الولايات المتحدة كان يجب أن تأخذ نفط العراق مقابل ما أنفقته هناك"، في إشارة واضحة إلى نظرته للنفط العراقي كـ"غنيمة"، وليس كحق سيادي للشعب.
وعلى الصعيد ذاته اعتبر الخبير الاقتصادي عمار الجواهري، في تصريح لوكالة /المعلومة/، أن تصريحات ترامب تمثل تدخلًا غير مقبول في الاقتصاد العراقي، مؤكدًا أن العراق دولة ذات سيادة وتملك الحرية الكاملة في إدارة شؤونها الاقتصادية.
وأوضح الجواهري أن “اقتصاد العراق يجب أن يُدار وفق خطط وطنية مستقلة، بعيدًا عن الضغوط أو التوجيهات الخارجية التي تهدف إلى السيطرة على الموارد الوطنية”، مؤكدًا أن “السيادة الاقتصادية خط أحمر لأي تدخل أجنبي.
بدورها، شددت النائبة عن الإطار التنسيقي انتصار الموسوي، في تصريح لوكالة /المعلومة/، على أن تصريحات ترامب تكشف العقلية الأمريكية الاستعلائية التي تعتبر العراق غنيمة يجب الاستحواذ عليها.
وأوضحت الموسوي أن "واشنطن تسعى لفرض هيمنتها الاقتصادية والسياسية على البلاد من خلال السيطرة على قطاع النفط"، مؤكدة أن "الشعب العراقي لن يسمح بتكرار سيناريو نهب ثرواته، وأن البلاد بحاجة إلى مواقف وطنية حازمة تحمي سيادته وقراره الاقتصادي والسياسي".
واثار تصريح ترامب موجة استياء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره الكثيرون "إهانة مستمرة لسيادة العراق"، وتعبيرًا عن نظرة استعلائية تجاه دولة لم تستطع – بحسب رأي البعض – حماية مواردها من الفساد الداخلي، ولا من الأطماع الخارجية
والسؤال الذي يطرحه العراقيون اليوم ليس عن صدق أو كذب ترامب، بل" لماذا يستمر الآخرون في الحديث عن نفط العراق أكثر من العراقيين أنفسهم؟، ولماذا أصبح هذا البلد الغني، في نظر العالم، مثالًا لسوء التخطيط وسوء الإدارة بدلًا من أن يكون نموذجًا للثروة والتنمية؟ وما الذي استفاده العراق من حضور قمة شرم – الشيخ في مصر ؟. انتهى / 25
