صراعات الكتل السنية تشتد قبيل الانتخابات.. عودة الخطاب الطائفي إلى المشهد السياسي
29 تشرين الأول 14:29
المعلومة/تقرير.. مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، تشهد الساحة السياسية السنية احتدامًا غير مسبوق في الخلافات الداخلية، وسط صراع متنامٍ على الزعامة والمناصب، وتبادل الاتهامات باستخدام المال السياسي والدعاية الطائفية لتحقيق مكاسب انتخابية، ما يهدد وحدة المكون السني ويضعف استقراره السياسي.
مصادر سياسية مطلعة كشفت أن هذه الانقسامات تجاوزت البعد الوطني، وتحولت إلى صراعات شخصية ومالية بحتة، الأمر الذي قد يؤدي إلى فقدان ثقة الجمهور السني بكتله السياسية ويضعف تمثيلها في المرحلة المقبلة.
الصراع لا يعكس طموحات المكون
واكد عضو الإطار التنسيقي، سلام حسين، في تصريح لوكالة/المعلومة/ أن "الخلافات المتكررة بين الكتل السنية لم تعد تعبر عن تطلعات المكون، بل أصبحت صراعات شخصية تهدف لتحقيق مصالح فردية على حساب الاستقرار السياسي".
وأضاف أن "هذه الانقسامات أثرت سلبًا على الأداء التشريعي والخدمي، وأضعفت قدرة النواب على الدفاع عن حقوق مناطقهم التي تعاني من التهميش".
ودعا حسين القوى السنية إلى "مراجعة أولوياتها وبناء رؤية موحدة تضمن تمثيلًا حقيقيًا في العملية السياسية، محذرًا من أن استمرار الانقسام قد يؤدي إلى تهميش المكون في أي تسوية سياسية مستقبلية".
اتهامات باستخدام أساليب غير شرعية
ومن جانبه، اتهم لنائب السابق رزاق الحيدري بعض الكتل السنية باتباع أساليب غير قانونية في التنافس الانتخابي، من بينها الخطابات الطائفية، تسقيط الخصوم، وشراء الأصوات، مؤكدًا في تصريح لوكالة /المعلومة/ أن "هذه الممارسات تتنافى مع مبادئ الديمقراطية وتؤدي إلى تآكل القاعدة الشعبية لتلك الكتل، ليس فقط داخل المجتمع السني، بل في عموم العراق".
وأشار الحيدري إلى أن "بعض القادة السياسيين، ومن بينهم خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي، يقدمون مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة، داعيًا إلى قيادة نزيهة تتجاوز الانقسامات الضيقة"، متسائلًا عن مدى تأثير هذه الممارسات على نزاهة الانتخابات المقبلة".
المال السياسي يسيطر على المشهد
من جهته، كشف عضو تحالف الفتح محمود الحياني عن استمرار استخدام النفوذ والمال السياسي من قبل الأحزاب المتنفذة في المناطق السنية لتحقيق مكاسب انتخابية، مشيرًا إلى شراء بطاقات ناخبين من الكتل المنافسة لضمان التفوق.
وأضاف أن مراقبين رصدوا حالات استغلال للسلطة والمال العام في الحملات الانتخابية، معتبرًا أن هذه الممارسات تمثل تهديدًا خطيرًا لنزاهة الانتخابات وتكافؤ الفرص بين المرشحين.
تحذيرات من تصاعد الخطاب الطائفي
عضو حركة حقوق، عاصفة عباس قادر، حذرت في تصريح لوكالة/المعلومة/ من تصاعد الخطاب الطائفي واستخدام المال السياسي في الحملات الانتخابية، مؤكدة أن بعض القوى السنية تحاول استمالة الناخبين على أسس مذهبية بدلًا من تقديم برامج خدمية.
وأشارت إلى أن العديد من المرشحين يعتمدون على الشحن الطائفي دون تقديم أي منجزات، داعية مفوضية الانتخابات إلى اتخاذ إجراءات قانونية بحق مطلقي الشعارات الطائفية لما تمثله من تهديد مباشر للسلم الأهلي.
وفي السياق ذاته، حذر النائب محمد كريم من خطورة بعض المرشحين الذين يستغلون الحملات لنشر أفكار متطرفة وخطاب طائفي يخدم أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي.
احتقان سياسي يهدد نزاهة الانتخابات
تشير مجمل المؤشرات إلى أن الساحة السنية تمر بمرحلة احتقان سياسي حاد، حيث يتداخل النفوذ السياسي مع المال والدعاية الطائفية في سباق محموم على الزعامة والمقاعد. ويرى مراقبون أن استمرار هذه الخلافات دون تدخل حكومي ورقابة صارمة من مفوضية الانتخابات قد يؤدي إلى نتائج تهدد نزاهة الاستحقاق الانتخابي وتعمّق الانقسام داخل المكون السني، ما قد ينعكس سلبًا على التوازنات السياسية في البلاد.انتهى / 25س
