ذي كريدل: التوغل الإسرائيلي جنوب سوريا يهدف للسيطرة على شرايين المنطقة

المعلومة/ ترجمة ..
اكد تقرير لموقع ذي كريدل ، السبت، ان التوغل العسكري الإسرائيلي في جنوب سوريا يسعى للسيطرة على شرايين المنطقة الحيوية عبر مياهها وغازها ومعهما نفوذها المستقبلي.
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة / المعلومة/ انه " منذ سقوط حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، توسّعت التوغلات الإسرائيلية في سوريا باطراد، حيث تسيطر تل أبيب الآن على مرتفعات استراتيجية، بما في ذلك جبل الشيخ ، الذي يبلغ ارتفاعه 2814 مترًا ويطل على سوريا والعراق والأردن ولبنان وفلسطين المحتلة". 
وأضاف انه " ومن هذا الموقع، تستطيع إسرائيل مراقبة النشاط الجوي الممتد من جبل طارق إلى سوريا، وهي قدرة مُعزّزة بأنظمة مراقبة متطورة، اما في محافظة القنيطرة، تمركزت إسرائيل في جميع أنحاء المنطقة تقريبًا، وأقامت نقاط تفتيش متعددة ومواقع مُحصّنة، حتى أن قواتها تقدمت إلى ريف دمشق، ووصلت إلى اللواء 78 المُنحل - على بُعد خمسة كيلومترات فقط من قطنا و20 كيلومترًا من وسط دمشق".
وتابع " تمتد المواقع الإسرائيلية الآن إلى رخلة، المقابلة لبلدة يحمر اللبنانية، رخلة نقطة استراتيجية ترتفع 1500 متر، وتطل على ثلاثة طرق حيوية تربط دمشق ببعلبك وبيروت، كما تطل على سهل البقاع اللبناني، وتبعد حوالي 30 كيلومترًا عن معبر المصنع، الطريق الرئيسي بين دمشق وبيروت".
وواصل انه " إلى الشرق، انسلخت محافظة السويداء فعليًا عن سلطة دمشق، بعد إعلان إسرائيل "حماية" الدروز - وهو ما أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون آخرون - وشكلت الفصائل المحلية "حرسًا وطنيًا" قوامه 3000 فرد تحت قيادة موحدة، ويُقال إنه ممول مباشرة من إسرائيل". 
وبين انه " في حين أن هذه المكاسب الإقليمية غالبًا ما تُناقش من منظور أمني، فإن آثارها تتجاوز ساحة المعركة بكثير، حيث تتشابك سيطرة إسرائيل على الجغرافيا بشكل متزايد مع سيطرتها على الموارد - وخاصة المياه والغاز - وهما سلعتان تُحددان القوة والبقاء في بلاد الشام".
وحوّلت التطورات الأخيرة التي حققتها تل أبيب جنوب سوريا إلى ساحة صراع تُعيد فيها المنافسة على الموارد تشكيل السياسات الإقليمية، فإلى جانب التعديات العسكرية، يكمن طموح إسرائيل في السيطرة على حوض اليرموك، وهو خزان مائي أساسي يُغذي سوريا والأردن وفلسطين المحتلة، ومن شأن دمجه في شبكة المياه الإسرائيلية الحالية، الممتدة من الجليل إلى الصحراء، أن يُمثل توسعًا كبيرًا في الهيمنة المائية الإسرائيلية".
وأشار الى ان الماء ليس سوى جزء من القصة، فجنوب سوريا يقع أيضًا على مفترق طرق لطموحات الطاقة، حيث تسعى إسرائيل إلى عرقلة أي مسار مستقبلي لخط أنابيب الغاز القطري التركي المقترح منذ فترة طويلة، والذي سيمر عبر سوريا في طريقه إلى أوروبا، وهو بديل قد يُقوّض ممر تصدير الغاز الإسرائيلي "إيست ميد"، ومن هذا المنطلق، يتحول جنوب سوريا إلى نقطة تماس بين مشاريع المياه والغاز، حيث تسعى تل أبيب إلى احتكار الموردين كوسيلة ضغط جيوستراتيجية تُمكّنها من إعادة رسم خريطة الطاقة والسيادة في بلاد الشام". انتهى/25 ض