ميدل ايست: الامارات ومرتزقتها يزعزان استقرار ليبيا والسودان

المعلومة/ ترجمة ..
اكد تقرير لصحيفة ميدل ايست مونيتور البريطانية ، الاحد، انه في السنوات الأخيرة، استغلت الإمارات الفراغ الذي خلفته القوى الغربية لتبرز كلاعب إقليمي رئيسي في أفريقيا، فبدلاً من نشر قوات عسكرية تقليدية، وضعت الإمارات استراتيجيتها الخاصة، التي تركزت على تمويل وتسليح الميليشيات بالوكالة، ويتسبب هذا التدخل بشكل متزايد في حالة من عدم الاستقرار الهائل، ويصاحبه انتهاكات لا حصر لها للقوانين الدولية.
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة / المعلومة/ انه " في ليبيا، تدعم الإمارات أمير الحرب خليفة حفتر بالأسلحة منذ فترة طويلة، وقد أدى هذا الدعم العسكري إلى سيطرة حفتر على شرق البلاد، فيما أظهرت عدة تقارير أن إمدادات الأسلحة من الإمارات كانت ضرورية لحفتر للسيطرة على هذه السلطة".
وأضاف ان " الامارات كانت  الداعم الرئيسي لميليشيا قوات الدعم السريع في السودان، وكشفت تقارير موثوقة أن الإمارات زودت الميليشيا بالمال والأسلحة والقنابل الموجهة، واستضافة فريقها على وسائل التواصل الاجتماعي وشركاتها التجارية، وكان هذا الدعم المتواصل حيويًا للميليشيا لمواصلة القتال مع الجيش الوطني السوداني لأكثر من عامين".
وتابع انه " وفي الآونة الأخيرة، دأبت الإمارات على تجنيد مقاتلين كولومبيين وإرسالهم للقتال في السودان إلى جانب ميليشيا قوات الدعم السريع. يُنقل هؤلاء الجنود ذوو الخبرة، وبعضهم مراهقون، من الإمارات إلى دارفور عبر شبكة معقدة، كما يشاركون في تدريب الأطفال للانضمام إلى القوات على الخطوط الأمامية".
وبين ان " مطار بوساسو في السودان المحور الرئيسي في سلسلة إمداد سرية لهذه الشبكة، حيث تُعاد توجيه الأسلحة والمرتزقة القادمين من الإمارات إلى جبهات الحرب في جميع أنحاء المنطقة، وما يبدو أنه حركة شحن روتينية يخفي وراءه خط أنابيب عسكريًا مُتعمدًا يُؤجج الصراع وبدون محاسبة، ستبقى بوساسو المحرك الصامت الذي يُحرك الحروب الإقليمية".
ولجأت الإمارات بشكل متزايد إلى المرتزقة كوسيلة للتهرب من المساءلة القانونية عن الجرائم والأنشطة غير المشروعة المرتكبة نيابة عنها، ومن خلال الاستعانة بمصادر خارجية للعنف، تُحافظ أبوظبي على نظافة يديها ظاهريًا مع الحفاظ على الصورة التي تُروج لها بلا كلل للعالم - صورة دولة حديثة ومسالمة ولكنها تقوم بكل الاعمال القذرة والجرائم ضد الإنسانية".
وأشار التقرير الى ان " تأثير عمليات المرتزقة الإماراتية كان مدمرًا على الدول التي تعمل فيها. ففي ليبيا، لا تزال البلاد منقسمة فعليًا، حيث يحكم خليفة حفتر، المدعوم من الإمارات، شرق البلاد، و في السودان، وصلت ميليشيا قوات الدعم السريع - المُسلّحة والمُموَّلة من أبوظبي - إلى حدّ إعلان حكومتها الخاصة في الأراضي التي تحتلها، مما يدفع البلاد نحو التقسيم بشكلٍ خطير، وتُفاقم هذه التدخلات الفجوة بين الدول الأفريقية، فعلى سبيل المثال، قطعت السودان وتشاد علاقاتهما بعد أن استخدمت الإمارات مطارًا شرق تشاد لتزويد ميليشيا قوات الدعم السريع بالطائرات المُسيّرة والأسلحة". انتهى/25 ض