بين الشعارات والواقع.. الانتخابات العراقية تواجه أزمة ثقة الناخبين
3 تشرين الثاني 14:32
المعلومة/ تقرير.. تتواصل الاستعدادات للانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق وسط جدل واسع حول البرامج الانتخابية للكتل السياسية والمرشحين. ورغم مرور أكثر من عقدين على التغيير السياسي، يرى مراقبون أن معظم هذه البرامج ما تزال تفتقر إلى خطط عملية واضحة، وتعتمد على شعارات مكررة دون تقديم حلول واقعية للأزمات المتراكمة. كما يثير العدد غير المسبوق من المرشحين مخاوف من تشتيت أصوات الناخبين، بما قد يعيق وصول الكفاءات القادرة على إحداث التغيير.
*تكرار تجارب الماضي
الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم أكد أن غالبية القوى السياسية المشاركة لا تمتلك برامج انتخابية حقيقية، بل تعيد إنتاج تجارب الماضي دون آليات عمل واضحة. وقال الحكيم في تصريح لـ/المعلومة/: إن "معظم البرامج الانتخابية الحالية تفتقر إلى الجدية، إذ يركز العديد من المرشحين على شعارات طائفية، فيما يجهل بعضهم طبيعة مهام البرلمان ودور النائب". وأضاف أن "الخطاب الانتخابي يكرر ذات العبارات المستهلكة حول مكافحة الفساد وإنهاء البطالة وتحسين الواقع الخدمي، من دون وجود خطط عملية قابلة للتنفيذ"، مشيراً إلى أن "برامج القوى السياسية منذ عام 2003 لم تتحول إلى واقع ملموس، ولا يُتوقع أن تتحقق في ظل النهج الحالي لإدارة الحكم".
*تشتيت أصوات الناخبين
من جانبه، حذّر النائب محمد الشمري من أن الزيادة الكبيرة في أعداد المرشحين قد تؤدي إلى تشتيت أصوات الناخبين، ما يضعف فرص وصول الشخصيات الكفوءة والفاعلة إلى مجلس النواب. وقال الشمري في تصريح لـ/المعلومة/: إن "تضخم أعداد المرشحين بشكل غير مسبوق يهدد بتوزيع الأصوات على نحو يحد من قدرة الكفاءات الحقيقية على دخول البرلمان"، مشدداً على أن "العملية الانتخابية بحاجة إلى مراجعة وضوابط دقيقة تضمن وصول ممثلين يمتلكون الخبرة والقدرة على التشريع والرقابة".
*آمال بالتغيير ومع تزايد التحديات التي يواجهها العراق على مختلف الأصعدة، يبقى الأمل معقوداً على أن تسفر الانتخابات المقبلة عن اختيار مرشحين يمتلكون الكفاءة والقدرة على تنفيذ برامج واقعية، بعيداً عن المصالح الضيقة والشعارات التقليدية. انتهى / 25ز
