تمويل خارجي وتحالفات خفية.. نينوى في قلب معركة النفوذ الانتخابي

المعلومة / بغداد ..
تتزايد المخاوف في الأوساط السياسية العراقية من اتساع رقعة التدخلات الخارجية في الشأن الانتخابي، مع اقتراب موعد انتخابات تشرين المقبلة، خصوصا في محافظة نينوى التي تعد واحدة من أكثر المحافظات حساسية من حيث التنافس السياسي والتوازنات الإقليمية.
تشير معطيات ميدانية ومتابعات سياسية إلى أن جهات خارجية تعمل على ضخ أموال إلى أطراف محلية في نينوى، بهدف توجيه نتائج الانتخابات بما يخدم أجندات إقليمية، وسط تزايد التحذيرات من خطورة هذه الظاهرة على العملية الديمقراطية واستقرار البلاد.
وتظهر المؤشرات الأولية بحسب مراقبين أن بعض القوى السياسية بدأت بتلقي دعم مالي وإعلامي من جهات خارجية تسعى إلى ترسيخ نفوذها في المناطق الشمالية والغربية من العراق، من خلال تعزيز الولاءات الانتخابية وتوجيه الناخبين نحو خيارات محددة مسبقا.
تعد نينوى ساحة رئيسية للتجاذب السياسي، إذ تتقاطع فيها مصالح قوى محلية وإقليمية، أبرزها تركيا وبعض الدول الخليجية، إلى جانب تأثير الحزب الديمقراطي الكردستاني في المناطق المتنازع عليها، هذه البيئة السياسية المعقدة تجعل المحافظة مهيأة لتلقي الضغوط والتأثيرات الخارجية بشكل مباشر أو غير مباشر.
ويؤكد مراقبون أن المال السياسي بات الأداة الأخطر في هذه المعادلة، إذ يجري استخدامه لشراء الولاءات الحزبية والعشائرية، وتمويل الحملات الانتخابية، وتوجيه الرأي العام عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
في ظل هذه التطورات، تتصاعد المطالب بضرورة تشديد الرقابة على مصادر التمويل الانتخابي، وتفعيل دور مفوضية الانتخابات والأجهزة الرقابية في متابعة حركة الأموال، خاصة في المحافظات التي تشهد تنافسا حادا بين أطراف مدعومة خارجيا.
ويحذر خبراء من أن استمرار هذه التدخلات سيقوّض ثقة الشارع العراقي في العملية الانتخابية، ويعيد إنتاج الاصطفافات المذهبية والقومية، بدلاً من تعزيز المسار الديمقراطي القائم على التعددية السياسية والاختيار الحر للناخبين.

• 

النائب عن كتلة بدر النيابية، مختار الموسوي، اليوم الإثنين، اتهم تركيا وبعض الدول الخليجية بالتدخل في الشأن الانتخابي لمحافظة نينوى، عبر دعم أطراف سياسية محددة للتأثير على نتائج الانتخابات وترسيخ نفوذ خارجي في المشهد المحلي.
وقال الموسوي في تصريح لوكالة / المعلومة /، ان "هناك دعما واضحا من تركيا وبعض الدول الخليجية للأطراف السنية في محافظة نينوى، وهو ما يعكس تدخلات خارجية تهدف إلى التأثير على مخرجات الانتخابات وتثبيت قواعد معينة في المشهد السياسي المحلي"، مبيناً أن "هذا الدعم يتم غالبا من خلال ضخ الأموال لتأمين ولاءات انتخابية، ما يشكل خرقاً صريحاً لمبادئ المنافسة الديمقراطية".
وأضاف أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني يمارس دوراً مماثلاً في مناطق من المحافظة التي يعتبرها تحت نفوذه، من خلال تعزيز ركائزه السياسية واستقطاب جماهير عبر تقديم الدعم المالي المباشر، في تجاوز واضح على العملية الانتخابية ومساس بنزاهتها".
وختم الموسوي بالقول: "من الضروري تفعيل الرقابة الانتخابية من قبل الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، والعمل على ضبط التدخلات الخارجية التي تقوض إرادة الناخبين وحرية اختيارهم، فمحافظة نينوى بحاجة إلى انتخابات نزيهة تعبّر عن إرادة سكانها بعيداً عن المال السياسي والتأثيرات الإقليمية".انتهى 25/س