"المعلومة" تجري حواراً صريحاً بشأن كواليس الموقف الأميركي والحكومة اللبنانية تجاه الجنوب
8 تشرين الثاني 16:10
المعلومة / مقابلة .. رغم إعلان وقف إطلاق النار، يواصل الكيان الصهيوني قصف بلدات الجنوب اللبناني وضواحيه بشكل يومي، في ظل صمت الحكومة اللبنانية والموقف الأميركي الذي لم يضغط لوقف هذا العدوان المستمر على الجنوب المقاوم. وللوقوف على حقيقة ما يجري في كواليس السياسة الأميركية ومواقف الحكومة اللبنانية، أجرت وكالة "المعلومة" حواراً مع الكاتب والمحلل السياسي اللبناني نضال عيسى، المقرب من حزب الله، للحديث عن التطورات السياسية والميدانية في لبنان وما تشهده الساحة الجنوبية. س/ استمرار الانتهاكات الصهيونية للسيادة اللبنانية، هل يعيد الأوضاع إلى مربع التصعيد؟ ج/ ما يجري ليس مجرد استمرار للخروقات، بل هو إعلان حرب متواصل. فالعدو الصهيوني لم يلتزم بوقف إطلاق النار منذ اللحظة الأولى، ويواصل استهداف منازل المدنيين بذريعة وجود مواقع لحزب الله، ما يعكس نيّته إبقاء الجنوب في حالة استنزاف دائم. س/ هل يستغل الكيان الصهيوني ضعف الدبلوماسية اللبنانية لتوسيع عدوانه؟ ج/ بالتأكيد، هناك ضعف وتخاذل واضحان في أداء وزارة الخارجية، التي وصفناها بأنها "وزارة القوات اللبنانية"، لأن الحزب الذي يقودها ينفذ الأجندة الصهيو-أميركية الهادفة إلى نزع سلاح حزب الله. كما أن رئيس الحكومة نواف سلام يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، إذ يسعى لنزع سلاح المقاومة قبل أن يطالب العدو بالانسحاب من الأراضي المحتلة في الجنوب. س/ ما هدف إصرار بعض القوى السياسية اللبنانية على نزع سلاح حزب الله؟ ج/ لبنان يعيش انقساماً عمودياً بين محورين: محور المقاومة ومحور آخر يعمل ضدها. هذا الفريق لا يكتفي بالمطالبة بنزع سلاح المقاومة، بل وصل به الأمر إلى دعوة العدو الصهيوني علناً للقضاء على حزب الله فالهدف الحقيقي من هذه الحملة هو استفزاز بيئة المقاومة وجرّ البلاد إلى حرب داخلية تُلهي المقاومة عن مواجهة العدو، لكن وعي جمهور المقاومة أفشل هذه المخططات. س/ هل لا تزال الولايات المتحدة تمسك بالملف الاقتصادي اللبناني؟ ج/ نعم، الولايات المتحدة ما زالت تتحكم بالاقتصاد اللبناني، من خلال فرض القيود على المصرف المركزي ومراقبة حركة الأموال والمصارف، بل وصلت إلى حد إصدار أوامر لبعض شركات التحويل المالي بوقف تعاملاتها مع جمعيات وأشخاص بعينهم. هذه الوصاية الاقتصادية تمثل أحد أدوات الضغط الأميركي على لبنان.
س/ هل ستُجرى الانتخابات البرلمانية المقبلة في موعدها؟ ج/ على الرغم من الحديث المستمر عن هذا الاستحقاق، أعتقد أن الأطراف المناوئة للثنائي الوطني (حزب الله وحركة أمل) لا ترغب فعلياً بإجراء الانتخابات. ففي حال إجرائها، ستستقيل الحكومة بحسب الدستور، وهو ما لا تريده واشنطن لأنها تعتبر رئيس الحكومة نواف سلام أكثر الشخصيات استجابةً لأجندتها. التقارير تشير إلى أن المقاومة وحلفاءها سيحصلون على أغلبية المقاعد، ولذلك تعمل الولايات المتحدة وبعض الدول العربية خلف الكواليس لتأجيل الانتخابات والإبقاء على نواف سلام في منصبه. س/ كيف تقيّمون أداء الحكومة الحالية، وهل نجحت في الحفاظ على السيادة الوطنية؟ ج/ هذه الحكومة تُعد من أضعف وأفشل الحكومات التي مرّت على لبنان، فهي خاضعة للإملاءات الخارجية، وتحديداً الأميركية. تتحدث عن "السيادة"، لكنها في الواقع بعيدة كل البعد عنها، إذ يصمت رئيس الحكومة على الاعتداءات الإسرائيلية اليومية بينما يطالب بنزع سلاح الجهة التي تحمي لبنان وتردع العدو. هذا السلوك لا يُظهر الفشل فقط، بل يعبّر عن تواطؤ واضح من بعض الأطراف داخل الحكومة.انتهى / 25ح
