الإطار التنسيقي يبدأ مارثون تشكيل الحكومة متى سينجح بذلك؟

المعلومة / بغداد ..
مع إعلان الإطار التنسيقي مساء الاثنين تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، بدأت ملامح العملية السياسية الجديدة في العراق تتضح بشكل جلي، وسط ترقب واسع لمستقبل الحكومة الجديدة التي ينتظرها الشارع العراقي بفارغ الصبر.
وأكد الباحث في الشأن السياسي، رياض الوحيلي، أن التفاهمات داخل الإطار التنسيقي والتماسك الواضح بين مكوناته أسهم بشكل مباشر في التعجيل بإعلان الكتلة الأكبر، مما أتاح انطلاقة سريعة نحو تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال الوحيلي في تصريح خاص لـ/المعلومة/، إن “الإسراع في المشاورات الجارية سيقود إلى حسم تشكيل الحكومة خلال مدة قصيرة”، مشيرًا إلى أن “منصب رئيس الوزراء لن يخرج عن الإطار التنسيقي باعتباره الجهة التي تمتلك الثقل النيابي والحزبي الأكبر”.
ويأتي إعلان الكتلة الأكبر في ظل توقعات بعقد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد سريعًا بعد المصادقة النهائية للمحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات، مما يمهد الطريق أمام بدء مشاورات حاسمة لترسيم ملامح الحكومة المقبلة.
انسجام القوى السياسية
بدوره، يرى المحلل السياسي حسين المالكي أن انسجام قوى الإطار التنسيقي يمهد لتشكيل حكومة مستقرة وسريعة، متوقعًا أن تكون الحكومة المقبلة الأسرع تشكيلًا مقارنة بالدورات السابقة. 
وأشار المالكي في تصريح لـ/المعلومة/، إلى أن قوى الإطار أظهرت قدرة كبيرة على إدارة الشؤون السياسية بصفته الكتلة الأكبر، مضيفًا أن هناك رغبة متزايدة لبعض القوى في المكون السني بالانضمام إلى التحالف الحكومي المقبل.
وأكد المالكي أن رئيس الوزراء المقبل، مهما كانت شخصيته، سيكون مطالبًا بالعودة إلى الإطار التنسيقي في القرارات المصيرية، نظرًا لطبيعة التركيبة السياسية التي تعتمد على التفاهمات والشراكة، كما أشار إلى أن حسم رئاسات السلطات الثلاث سيتم عبر معادلة التوافق السياسي والتوازن الانتخابي، ما يفتح الباب أمام تشكيل تشكيلة وزارية مرنة ومتجانسة تواكب متطلبات المرحلة.

• 

رفض تجديد ولاية السوداني لرئاسة الوزراء
في سياق متصل، أثار إعلان الكتلة الأكبر المكونة من جميع كيانات الإطار التنسيقي، بما فيها ائتلاف السوداني، جدلاً داخليًا حول رئاسة الوزراء، حيث أكد مسؤولون سياسيون رفضهم لتجديد ولاية محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة.
وأوضح رئيس حركة وجود، محمد أبو سعيدة، أن قادة الإطار التنسيقي يسعون إلى حكومة أغلبية تضم مختلف المكونات، لكن السوداني يمارس نوعًا من المماطلة بهدف تجديد ولايته، وهو ما يرفضه بشكل قاطع عدد من الأطراف داخل الإطار، خصوصًا بسبب زيارته المثيرة للجدل إلى مؤتمر التطبيع في شرم الشيخ وارتباطاته السياسية والاستثمارية مع دول عربية مثل الأردن ومصر.
وأضاف أبو سعيدة أن مواقف السوداني الداخلية، بما فيها صرف مبالغ كبيرة على مشاريع استثمارية وحملته الانتخابية دون تنسيق مع قادة الإطار، بالإضافة إلى توتر علاقاته السياسية، جعلته مرفوضا لولاية ثانية.
في السياق نفسه، قال حسين الكرعاوي، رئيس الهيئة التنسيقية للحراك الشعبي من أجل الحزام والطريق، إن السوداني يسعى لكسب دعم الجانب الأمريكي وفتح الباب للاستثمار السعودي، متهمًا إياه بمحاولات تحقيق مكاسب انتخابية عبر إرجاع شخصيات مثيرة للجدل مثل رافع الرفاعي، ما يشكل تجاوزًا للدماء العراقية وتطلعات الشهداء.
آليات اختيار رئيس الوزراء
من جهته، أعلن الإطار التنسيقي عن تشكيل الكتلة الأكبر رسميًا وفق الإجراءات الدستورية، وقرر المضي قدمًا بترشيح شخصية لرئاسة الوزراء للمرحلة المقبلة. 
ووفق البيان الرسمي، تم تشكيل لجنتين قياديتين: الأولى لمناقشة الاستحقاقات الوطنية ووضع رؤية موحدة لإدارة الدولة، والثانية لمقابلة المرشحين لمنصب رئيس الوزراء وفق معايير مهنية ووطنية.
كما ناقش الإطار المعايير المطلوبة لاختيار رئيس الوزراء وطبيعة البرنامج الحكومي الذي يجب أن ينسجم مع التحديات السياسية والاقتصادية والخدمية التي تواجه البلاد، مع التركيز على تحقيق تطلعات المواطنين في الإصلاح والاستقرار والتنمية.
يشكل إعلان الكتلة الأكبر من داخل الإطار التنسيقي خطوة حاسمة في مسار تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وسط توقعات أن تكون المرحلة المقبلة بداية لمعالجة ملفات الوطن الحيوية بجدية وفاعلية.
 في الوقت ذاته، فإن رفض بعض الأطراف لتجديد ولاية رئيس الوزراء الحالي يضيف بُعدًا سياسيًا مهمًا يتطلب توافقًا دقيقًا ليحافظ على وحدة الإطار ويضمن ولادة حكومة قوية قادرة على مواجهة التحديات.انتهى 25/س