الإطار التنسيقي يفرض حضوره..حكومة جديدة تتشكل دون الالتفات للضغوط الأمريكية

المعلومة/ بغداد...

يبدو ان البوصلة السياسية متجهة نحو ايجاد حكومة جديدة تولد من رحم الاطار التنسيقي باتفاق معظم الاطراف داخل هذا التشكيل الذي انبثقت منه الكتلة النيابية الاكثر عددا، حيث تواصل معظم الاطراف السياسية تحركاتها من اجل الاستحقاقات المقبلة بعيدة عن التدخلات الامريكية والضغوط التي تمارسها واشنطن بين الحين والاخر، ووضعها لمبعوث لها في العراق (مارك سافايا)، الا ان المشهد وعلى مايبدو انه يمضي من دون الالتفات الى هذا المبعوث وتدخلاته ومحاولات فرض سياسات اسياده في واشنطن.

ويقول عضو ائتلاف دولة القانون صباح الانباري، لـ /المعلومة/، ان "الحديث المتداول عن قيام مبعوث ترامب في العراق مارك سافايا بمحاولة التدخل في تشكيل الحكومة او التحكم ببعض الوزارات ذات المردود الاقتصادي، ماهي الا احاديث لممارسة الضغط على الحكومة المقبلة للعراق، حيث ان الجانب الامريكي وبعض الدول الاقليمية تمارس ضغطا على العراق من اجل تقديم بعض التنازلات لخدمة مصالحها ومحاولة فرض كلمتها وحل الحشد الشعبي"، مضيفا ان "المبعوث الامريكي في العراق لن يقدم او يؤخر شيء بالنسبة للاطراف السياسية، على الرغم من وجود التأثير الامريكي على القرار داخل العراق، الا ان هذا التأثير لن يكون كبيرا كما كان سابقا، خصوصا ان حرب الـ 12 يوما مع ايران قد غيرت معادلات القوة، وكشفت الحجم الحقيقي لامريكا بعد انتصار طهران في معركتها".

من جانبه، اكد رئيس التيار الوطني العشائري، عبد الرحمن الجزائري، لـ /المعلومة/، ان "الحكومة الجديدة قد تحتاج الى المزيد من الوقت، ومن المستبعد ان يتم تشكيلها في القريب العاجل، خصوصا مع غياب التخطيط لولادة هذه الحكومة"، لافتا الى ان "المبعوث الامريكي للعراق مارك سافايا تحدث عن امكانية تعرض العراق الى مشاكل اقتصادية، بسبب الخلافات السياسية مابين المكونات الموجودة، اضافة الى ان هذا المبعوث تدخل بملفات النزاهة والحشد الشعبي وفصائل المقاومة، واعتبر ان البيئة السياسية في العراق غير مكتملة كي تتفاوض مع ترامب، الامر الذي ينذر بحدوث مشاكل، في ظل محاولاته لفرض شروطه على العراق".

في حين، رهن عضو الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي، سرعة تشكيل الحكومة الجديدة في العراق بالابتعاد عن التدخلات الخارجية، قائلا في حديثه لـ /المعلومة/، ان "العملية السياسي في العراق لن تواجه اي عوائق امام تشكيل وانبثاق الحكومة الجديدة، ولكن نجاح هذا الامر مرهون بالابتعاد عن اي تدخلات دولية او اقليمية، حيث ان التأخر الحاصل في تشكيل الحكومات السابقة رافقه تدخلات ومحاولة لفرض املاءات من قبل بعض الدول، بهدف عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة للعراق"، موضحا ان "على الكتل السياسية الاستفادة من تجارب الماضي، بحيث تعمل الاطراف الحاصلة على اعلى المقاعد للاسراع في تشكيل الحكومة والابتعاد عن المصالح والمكاسب السياسية والمكوناتية والطائفية من اجل حسم تشكيل الحكومة سريعا". انتهى 25ن