تقرير بريطاني ينتقد مراسيم تأبين ديك تشيني بسبب جرائمه في العراق

المعلومة/ ترجمة ..
اكد تقرير لصحيفة ميدل ايست مونيتور ، السبت ، انه في كاتدرائية واشنطن الوطنية، اجتمعت النخبة السياسية الأمريكية لتقديس إرث ديك تشيني، واصطف الرؤساء ونواب الرؤساء والمشاهير لتكريمه،وأشادت عائلته به، وقد امتلأت المقاعد بكبار الشخصيات، وجوههم عابسة وكلماتهم مجللة، ومع ذلك، خلف تلك الترانيم المهيبة وخطابات التأبين المصقولة، ساد صمتٌ بشأن العراق، صمتٌ بشأن ملايين الأرواح التي حطمتها الحرب التي ساهم تشيني في إشعال فتيلها.
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة / المعلومة/ ان " المراسيم صُممت لتكريس إرث، ولتحويل شخصية سياسية مثيرة للجدل إلى رجل دولة مُبجّل، لكن ما قدمته الكاتدرائية لم يكن ذكرى، بل كان فقدان ذاكرة، فقد تحدث المعزون المجتمعون عن الخدمة والتضحية، عن التفاني والواجب، لكن ما لم يتحدثوا عنه هو أعظم كارثة في السياسة الخارجية في التاريخ الأمريكي الحديث، كارثة دبرها تشيني بدقة مدروسة".
وأوضح " لقد روج ديك تشيني وجورج دبليو بوش وتوني بلير لوهم أسلحة الدمار الشامل العراقية  وكانوا يعلمون أن الأدلة واهية، والمعلومات الاستخباراتية مشكوك فيها،كانوا يعلمون أن لدى وكالة المخابرات المركزية شكوكًا، وأن المفتشين لم يعثروا على شيء، وأن الخبراء حثّوا على توخي الحذر، لكنهم كانوا بحاجة إلى حرب، ولذلك اختلقوها بالكذب على الشعب الأمريكي، وعلى الكونغرس، وعلى العالم. وبناءً على هذه الكذبة، غزوا دولة ذات سيادة".
وأضاف التقرير " استندت حجج الحرب إلى معلومات استخباراتية انتقائية، وحقائق مشوهة، ومبالغات متعمدة، أصبحت أنابيب الألومنيوم دليلاً على الطموحات النووية، وأصبحت المصادر المشكوك فيها أدلة دامغة، هُمّشت الأصوات المعارضة أو أُسكِتت، وكما أشار مفتش الأسلحة السابق التابع للأمم المتحدة هانز بليكس: "لم يُشكّل العراق تهديدًا وشيكًا لأحد، كان الغزو خطأً مأساويًا استند إلى أدلة ملفقة" حيث  طغى قرع طبول الحرب على المنطق، وعندما جاء الغزو، جاء بكل ثقل القوة العسكرية الأمريكية وراء مبررات واهية".
وبين التقرير ان " الأعداد صادمة، وتكاد تكون غير مفهومة في حجمها: أكثر من مليون عراقي لقوا حتفهم، رجالا ونساء وأطفال، عائلات بأكملها مُحيت ملايين آخرون نزحوا، ودُمّرت منازلهم، واقتلعت جذورهم، وتشتتوا في أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، بلدٌ كان يمتلك مؤسسات وجامعات ومستشفيات فاعله لكنه نصف قرن إلى الوراء، ودُمّرت بنيته التحتية، وتسمم مجتمعه بالعنف الذي لا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا".
وأشار التقرير الى ان " ديك تشيني وجورج دبليو بوش  يعاملان كرجلي دولة من قِبل وسائل الإعلام الكبرى، لكن التاريخ سيحكم عليهما كمجرمين، فقد ارتكبا ما وصفته محكمة نورمبرغ بـ "الجريمة الدولية الكبرى"  حرب عدوان وفعلا ذلك عن علم وقصد، مع إدراك كامل للعواقب المحتملة". انتهى/25 ض