سيطرة مجزأة وفوضى مسلحة.. هل تسقط سوريا في الفخ الإقليمي القادم؟

المعلومة / بغداد ..
تشهد سوريا اليوم حالة من الانهيار السياسي والأمني غير المسبوقين، مع تعاظم حالة التقسيم الفعلي التي باتت واقعاً ملموسا على الأرض، وسط غياب كامل للسيطرة الحكومية، وتصاعد الخروقات والتوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري بلا أي رد فعل رسمي من النظام.
أكد القيادي في الحزب السوري القومي وائل ملاعب، في تصريح لـ/المعلومة/، أن "النظام السوري فقد مشروعيته منذ سنوات، ويعتمد في بقائه على دعم خارجي وليس على قاعدة شعبية أو شرعية دستورية"، موضحا أن "سوريا تعيش حالة تقسيم فعلي بانتظار الإعلان الرسمي عنها، مع تعدد القوى المتنفذة وتوزع خطوط السيطرة". 
ويشير ملاعب إلى أن تحركات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجنوب السوري دون رد فعل من دمشق تمثل "إهانة سياسية تعكس حجم الترهل وفقدان القدرة على المواجهة".
وفيما يتعلق بالصراعات الداخلية، يوضح ملاعب أن الاشتباكات المتكررة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وجبهة النصرة (الجولاني) ليست سوى "صراع نفوذ بين فصيلين مدعومين من جهات خارجية، وليس لخدمة مصالح السوريين"، محذراً من أن "استمرار هذه المعادلة يعزز التقسيم ويغلق الباب أمام أي حل سياسي شامل".
من جانبه، يؤكد الخبير الدولي حيدر مخلوف، في تصريح لـ/المعلومة/، أن "سوريا باتت هشة جداً بسبب انتشار السلاح في أيدي شذاذ الآفاق، ما أدى إلى تجدد المواجهات المسلحة في مناطق متعددة"، مشيراً إلى أن "المشهد مهدد بالانفجار في أي لحظة، وقد تستغله دول الجوار لتحقيق مكاسب إقليمية". 
ويضيف مخلوف أن "الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب تسعى لترسيخ نفوذ أبو محمد الجولاني عبر مظلة سياسية، فيما تتحرك إسرائيل ضمن تفاهمات غير معلنة لدعم هذا التوجه، معتبراً زيارة نتنياهو الأخيرة رسالة مفادها أن "الاحتلال الإسرائيلي لا يعتزم الانسحاب من الجنوب السوري".

• 

وفي السياق ذاته، يشدد رئيس المكتب السياسي لمجلس وسط وغرب سوريا، مصطفى رستم، في تصريح لـ/المعلومة/، على أن الإجراءات الإسرائيلية تحولت إلى "نشاط طبيعي واعتيادي" داخل سوريا، مع تحرك الاحتلال بحرية دون رادع وسط "صمت رسمي من نظام الأسد ووزارة خارجيته". 
ويرى رستم أن الصمت وضعف رد النظام يشجع إسرائيل على التوسع ويهدد الأمن والاستقرار الإقليمي، محذراً من أن التدخلات الإسرائيلية قد تتعدى حدود سوريا لتطال دولاً أخرى في المنطقة.
على الصعيد الفلسطيني، يؤكد المحلل السياسي عمار جلو، في تصريح لـ/المعلومة/، أن الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة تواصلت بوتيرة وحشية وهمجية بهدف دفع الفلسطينيين إلى مغادرة أراضيهم والسيطرة على المواقع الجغرافية. 
ويشير جلو إلى أن إسرائيل تسعى لإعادة ملء سجونه بعد الإفراج عن العشرات ضمن صفقة تبادل الأسرى، فيما يعجز المجتمع الدولي والولايات المتحدة عن فرض أي ضغط حقيقي على تل أبيب لوقف المجازر، بسبب الانقسامات الدولية وغياب الإرادة السياسية.
ويختتم جلو تحليله بالقول إن الاتفاقات القائمة تخضع بالكامل لسلطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما يعوق فتح المعابر وتقديم المساعدات الإنسانية، ويهدد بمرحلة أشد قسوة مع توسع سياسة التهجير والقمع بحق الفلسطينيين.
الوضع في سوريا يشكل قنبلة موقوتة بانتظار انفجارها، مع ضعف السلطة المركزية، وتصاعد النفوذ الإسرائيلي المدعوم دولياً، وصراع القوى المحلية المدعوم من الخارج. في ظل غياب حلول سياسية أو تحرك دولي فاعل، تستمر سوريا في التمزق داخلياً وتتعرض لمخاطر التوسع الإقليمي التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها.انتهى 25/س