تقاطعات أمنية وسياسية تهز الاقليم..صراع النفوذ يمتد إلى حقول الطاقة ويهدد استقرار المنطقة
29 تشرين الثاني 20:20
المعلومة/ تقرير.. يشهد إقليم كردستان منذ أسابيع حالة من الاضطراب المتصاعد، حيث اختلطت الحسابات السياسية بالتوترات الأمنية على نحو غير مسبوق، فيما باتت الهجمات التي تطال المنشآت الحيوية، لاسيما حقل كورمور، تعكس حجم الانقسام الداخلي واتساع رقعة الصراع بين القوى المتنافسة داخل الإقليم. ومع كل حادثة جديدة، يتعزز الشعور العام بأن الأزمة تجاوزت كونها خرقاً أمنياً عابراً، لتتحول إلى مشهد معقد تتداخل فيه الأطراف المحلية مع مصالح إقليمية وخارجية، وسط اتهامات متبادلة وإشارات إلى تورط جهات أمنية وارتباطات استخبارية.
ووسط هذا المشهد المضطرب، تتقاطع روايات السياسيين والمعارضين حول طبيعة ما يجري، فبينما تتحدث بعض الأطراف عن “تسييس مقصود” للهجمات لفرض معادلات جديدة على الأرض، يؤكد آخرون أن العمليات نُفذت من داخل الإقليم نفسه، ما يفتح الباب أمام أسئلة خطيرة تتعلق بالبنية الأمنية ومدى قدرتها على حماية المنشآت الحيوية التي تمثل شرياناً اقتصادياً أساسياً لكردستان والعراق على حد سواء.
وقال عضو الاتحاد الوطني الكردستاني مهند عقراوي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن الأوضاع في كردستان “تنزلق نحو مزيد من الاحتقان السياسي والأمني”، متهماً جهات داخلية باستثمار الهجمات لأغراض سياسية، ولا سيما حادثة استهداف حقل كورمور. وأوضح أن “جماعات لها ارتباطات بمخابرات خارجية تقف وراء الهجمات المتكررة”، داعياً حكومة الإقليم إلى كشف أسماء المتورطين إذا كانت تمتلك الأدلة، محذراً من أن استمرار الغموض “يضفي طابعاً سياسياً غير بريء” على القضية.
وأضاف عقراوي أن بعض الأطراف تحاول توظيف هذه الهجمات للدفع نحو الحصول على منظومات دفاع جوي بدعم خارجي، معتبراً أن هذه الخطوة “قد تزيد من تعقيد المشهد الأمني بدلاً من معالجته”، مشيراً إلى أن غياب الشفافية في التعامل مع الملف يُمهّد لزيادة التوتر ويُضعف ثقة المواطنين بالإجراءات الرسمية.
من جانبه، كشف المعارض الكردي حلمي رسول عن معطيات جديدة أكثر حساسية، مؤكداً أن المسيرات التي استهدفت كورمور “أُطلقت من داخل الإقليم”، ما يشير – بحسب تعبيره – إلى أن الانقسام السياسي بدأ ينعكس بوضوح على الوضع الأمني. وقال رسول لـ/المعلومة/ إن الخلافات المتصاعدة حول تشكيل حكومة الإقليم “أدت إلى تراجع قدرات السيطرة الأمنية وحدوث خروقات خطيرة”، لافتاً إلى أن توقف الإنتاج في حقل كورمور تسبب بشلل اقتصادي وخدمي في عدة مناطق تعتمد بشكل مباشر على عائدات الحقل.
وبين رسول أن الاستهداف الأخير ليس مرتبطاً بحدث موضعي، بل يدخل ضمن “حرب أوراق ضغط” متبادلة بين أطراف داخلية وأخرى إقليمية، تسعى إلى التأثير على مسار التفاهمات السياسية الجارية في الإقليم وبغداد، ومعرقلة أي اتفاق قد يعيد ترتيب موازين النفوذ.
ودعا رسول إلى فتح تحقيق مستقل ومهني يكشف الجهات التي سهلت إطلاق المسيرات، محذراً من أن الصراع الحالي “لم يعد صراع برامج سياسية، بل امتد إلى تهديد الأمن الحيوي للمواطنين”، مؤكداً أن استمرار الانقسام سيجعل من الهجمات على المنشآت النفطية “ظاهرة متكررة تهدد استقرار الإقليم بأكمله”.
ومع تعقد المشهد الأمني وتزايد الاتهامات المتبادلة بين القوى السياسية في الإقليم، تبدو أزمة كردستان أبعد ما تكون عن الحل، خصوصاً مع استمرار الغموض الذي يحيط بالجهات المتورطة في استهداف المنشآت الحيوية. وبين مطالبات بفتح تحقيقات شفافة وتحذيرات من انفجار سياسي ينعكس أمنياً، يبقى مستقبل الإقليم رهناً بقدرة قياداته على تجاوز الانقسام، قبل أن تتحول هذه الهجمات إلى واقع دائم يهدد الاستقرار الاقتصادي والأمني لكردستان والعراق معاً.انتهى25د
