دلالات وفوائد إنهاء مهمة بعثة يونامي في العراق

المعلومة / تقرير…

بعد أكثر من عقدين على الحضور الأممي في العراق، طوى البلد صفحة سياسية شائكة بإعلان إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، في خطوة وُصفت بأنها مؤشر واضح على انتقال العراق إلى مرحلة الدولة المستقرة ذات السيادة الكاملة، القادرة على إدارة شؤونها دون وصاية أو رعاية دولية.

ويمثل إنهاء الدور السياسي لبعثة يونامي محطة مفصلية في المسار السياسي العراقي، إذ يأتي بعد سنوات من الأزمات الأمنية والسياسية، ليؤكد أن بغداد تجاوزت مرحلة إدارة الأزمات، ودخلت طور الاستقرار وبناء الدولة، وفق رؤية أممية وإجماع وطني متنامٍ.

مراسم الإنهاء ورسائلها السياسية 

شهد العراق، يوم أمس السبت 13 كانون الأول 2025، مراسم رسمية لإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، بعد أكثر من 22 عاماً على عملها في البلاد، وذلك بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وعدد من كبار المسؤولين العراقيين.

وخلال كلمته في المراسم، أشاد غوتيريش بما وصفها بـ“الشجاعة العراقية” في هزيمة الإرهاب، في إشارة إلى تنظيم داعش الذي سيطر بعد عام 2014 على مساحات واسعة من الأراضي العراقية، مؤكداً أن إنهاء الدور السياسي للبعثة يعكس حقيقة أن العراق بات دولة طبيعية ذات سيادة، داعياً المجتمع الدولي إلى التعامل مع بغداد على هذا الأساس، وفتح صفحة جديدة من التعاون المبني على الشراكة لا الوصاية.

فوائد ودلالات إنهاء بعثة يونامي

يحمل قرار إنهاء الدور السياسي لبعثة يونامي جملة من الفوائد والدلالات الاستراتيجية، أبرزها الإقرار الأممي بأن العراق لم يعد بحاجة إلى دعم أو إشراف سياسي خارجي لإدارة شؤونه الداخلية، ما يعكس تطور التجربة السياسية ونضج مؤسسات الدولة.

كما يفتح القرار المجال أمام إعادة توجيه دور الأمم المتحدة نحو دعم القطاعات الخدمية والتنموية، مثل الصحة والتعليم، إضافة إلى ملفات البيئة والتغير المناخي وإعادة الإعمار، بعيداً عن التدخل في تفاصيل المشهد السياسي الداخلي.

وتشير قوى سياسية بارزة في بغداد، وفي مقدمتها الإطار التنسيقي، إلى أن الطبقة السياسية العراقية أصبحت أكثر قدرة على إدارة الأزمات وحسم الاستحقاقات الدستورية، وتشكيل الحكومات دون الحاجة إلى رعاية أو تدخل خارجي.

ويضاف إلى ذلك البعد المالي، إذ كان العراق يتحمل موازنات سنوية مخصصة لعمل بعثة يونامي، ومع انتهاء دورها السياسي توقفت هذه الالتزامات، ما يخفف أعباء مالية عن خزينة الدولة.

تعزيز السيادة والاستقلال السياسي

من جانبه، أكد عضو مجلس النواب محمد راضي سلطان أن قرار إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق لم يأتِ نتيجة ضغوط سياسية، بل كان ثمرة توافق وطني وجهود سياسية متراكمة، ولاسيما دور الإطار التنسيقي في دعم مسار الاستقرار السياسي والأمني.

وقال سلطان، في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن “إنهاء عمل بعثة يونامي يمثل إنهاءً فعلياً لحالة الوصاية الأممية على القرار العراقي”، مشيراً إلى أن النفوذ الأميركي داخل أروقة الأمم المتحدة، ولاسيما في مجلس الأمن، كان ينعكس بشكل مباشر على الملف العراقي.

وأضاف أن العراق بات اليوم أكثر استقلالاً في قراره السياسي، ولم يعد خاضعاً لضغوط خارجية، مؤكداً أن هذه الخطوة تمهد لاستعادة الموقع الطبيعي للعراق داخل المجتمع الدولي بوصفه دولة ذات سيادة كاملة.

اعتراف أممي بتعافي الدولة العراقية

بدوره، رأى المراقب السياسي إبراهيم السراج أن إعلان إنهاء مهمة بعثة يونامي يُعد اعترافاً أممياً صريحاً بتعافي الدولة العراقية وقدرتها على إدارة شؤونها دون تدخل دولي.

وقال السراج، في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن إنهاء الدور السياسي للبعثة يشكل خطوة مهمة لتعزيز استقلال القرار السياسي العراقي، وإبعاده عن تدخلات أممية كانت، في بعض الأحيان، تفرض مسارات لا تنسجم مع المصالح الوطنية.

وأضاف أن القرار يعزز مكانة العراق الدولية، ويدعم السيادة الوطنية، ويسهم في تسريع الجهود الرامية إلى إنهاء الوجود الأجنبي داخل الأراضي العراقية، فضلاً عن فرض السيطرة الكاملة على الأموال العراقية التي لا تزال تخضع لإدارة الولايات المتحدة الأميركية.

مرحلة جديدة للعراق

يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعلن، يوم أمس السبت في بغداد، انتهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) رسمياً، بعد 22 عاماً من تأسيسها، معتبراً أن العراق دخل مرحلة جديدة من الاستقرار بوصفه دولة طبيعية ذات سيادة كاملة، قادرة على رسم مسارها السياسي بعيداً عن الوصاية ا

لخارجية.

انتهى / 25م