صحيفة باكستانية: أمريكا تسقط ضحية لضرباتها الاستباقية

المعلومة/ ترجمة ..
اكد تقرير لصحيفة باكستان توداي، الأربعاء، ان مبدأ الضربة الوقائية والاستباقية، الذي كان يُدافع عنه سابقًا كأداة لتحييد الخطر، قد تحوّل إلى أحد أكثر القوى زعزعةً للاستقرار في العصر الحديث، فقد أُسيء استخدامه في العراق، وطُبّق بشكل خاطئ في أفغانستان، وطوّرته إسرائيل في أنحاء الشرق الأوسط، وبدأ الآن يُعيد تشكيل السياسة الأمريكية في نصف الكرة الغربي بزخم خطير. 
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة / المعلومة/، ان" استراتيجية مصممة لوقف الصراعات المستقبلية تُنتج في الواقع حالةً دائمةً من عدم الاستقرار والتطرف وردود فعل عكسية تتجاوز ساحة المعركة، واليوم، يعود هذا المبدأ للظهور في فنزويلا وكولومبيا، حيث تعكس العمليات العسكرية الأمريكية نفس المنطق المعيب الذي أغرق مناطق بأكملها في الفوضى".
وأضاف التقرير ان " عقيدة العمل الاستباقي لا توفر الأمن، بل تُؤدي إلى الدمار والاستياء وعدم الاستقرار الداخلي، ولن يبدأ العالم بالتعافي من الأضرار التي أحدثتها هذه العقيدة إلا عندما تتخلى الدول عن نزعة المبادرة بالضرب، وتستثمر بدلاً من ذلك في التحول الاجتماعي طويل الأمد، داخليًا وخارجيًا".
وتابع التقرير ان "كولومبيا تواجه ضغوطًا مماثلة، إذ تؤكد الاستخبارات الأمريكية أن الشبكات الكولومبية قد وسعت ممرات التهريب، وأن الحكومة لم تبذل ما يكفي لوقفها، وردًا على ذلك، نفذت القوات الأمريكية أكثر من 50 عملية ضبط وتدمير استهدفت أصولًا بحرية وجوية مرتبطة بكولومبيا، وقد وصفت القيادة الكولومبية هذه الإجراءات بأنها انتهاكات قسرية للسيادة، محذرةً من أن الضربات المتكررة "قد تُجبر على اتخاذ تدابير دفاعية"، وفي كلا البلدين، لم تعد عمليات الحظر الأمريكية تُنظر إليها كعمليات لمكافحة المخدرات، بل كمراحل مبكرة لحرب استباقية تمتد إلى الأراضي السيادية".
وبين التقرير ان " هذا التصعيد السريع ليس بجديد، فهو يعكس النمط نفسه الذي شُوهد في العراق وليبيا وسوريا، حيث أسفر منطق الضربات الوقائية عن عواقب وخيمة طويلة الأمد ولم تكن هذه مآسي معزولة، بل كانت رد فعل مباشراً لزعزعة استقرار مجتمعات بأكملها تحت راية الأمن الوقائي".
وأشار التقرير الى ان" الولايات المتحدة الأمريكية عانت بدورها من تبعات داخلية،  حيث انبثقت تفجيرات ماراثون بوسطن، ومذبحة ملهى أورلاندو الليلي، وهجوم سان برناردينو، وإطلاق النار في فورت هود، جميعها من نتاج التطرف الذي غذّته الحروب الامريكية التي أشعلت المشاعر والمظالم والغضب الأيديولوجي في مختلف أنحاء العالم، وقد أقرت وكالات الاستخبارات الغربية بأن حرب العراق ساهمت في تسريع وتيرة التطرف العالمي أكثر من أي حدث آخر منذ الحرب العالمية الثانية".
وشدد التقرير على انه " عندما تُطبع الدول العنف الاستباقي خارجياً، تبدأ عناصر داخل مجتمعاتها باستيعاب المنطق نفسه، وهو أن المظالم تبرر العدوان، وأن التهديدات المتصورة تستدعي استخدام القوة الفورية، وأن العنف تعبير مشروع عن الأذى و هذه المأساة صدى محلي لعقيدة امتدت آثارها النفسية إلى الأحياء الأمريكية وعائلات العسكريين". انتهى/25 ض