واشنطن وسياسة "خلط الأوراق".. خلق دوامة بالمنطقة واتخاذها ذريعة للبقاء داخل العراق
المعلومة/ بغداد...
تقف امريكا الى جانب احداث التغييرات والتوترات داخل المنطقة من اجل خدمة حليفها الاستراتيجي الكيان الصهيوني وبعض الدول المطبعة مع هذا المحتل، حيث عملت على دعم المجاميع الارهابية في سورية من اجل الاطاحة بنظام الاسد وادخال البلاد في حالة فوضى وجرها نحو التقسيم والاقتتال الداخلي، وبالتالي تحقيق اهداف من بينها الخروج الروسي من المنطقة وقطع خط امداد المقاومة في لبنان ضد الكيان الصهيوني، وكذلك ضمان الاستمرار بالتواجد العسكري داخل العراق.
تحقيق امريكا لهدفين اساسيين يكمن في ادخال المنطقة في حالة من الفوضى واتخاذ هذا الامر كذريعة لتمديد تواجدها داخل العراق لم يأت من فراغ، بل ان قرب تنفيذ اتفاق بغداد وواشنطن على خروج قوات التحالف من العراق لايصب في مصلحة امريكا، وبالتالي فأن الادارة الامريكية تعمل على ايجاد سيناريو يختلف في المضمون عن الذي حصل عام 2014 من اجل استمرار التواجد العسكري على ارض العراق.
وبهذا الخصوص، يقول رئيس حركة وجود محمد شريف، لـ /المعلومة/، ان "امريكا حركت بيادقها باتجاه العراق من اجل تقديم ضمانات وتنازلات بهدف تحقيق مصالحها في العراق والمنطقة والحفاظ على قواعدها الموجودة على الارض العراقية، حيث ان الجانب الامريكي ضغط على الحكومة العراقية بهدف ضمان عدم المساس بالقواعد العسكرية التي تسيطر عليها القوات الامريكية داخل العراق، وابعاد اي محاولة لاستهدافها من قبل فصائل المقاومة"، لافتا الى ان "واشنطن تسعى لضمان تواجد قواتها داخل الارض العراقية والاتفاق مع بغداد على جعل هذه القواعد ثابتة، لتمارس قواتها اعمالها بكل اريحية وبعيدا عن اي ضغوط او رقابة من الجانب العراقي، اي تكون مستقلة في تحركاتها وقراراتها والعمليات التي تنفذها".
من جانب اخر، اكد عضو تحالف نبني علي عزيز لـ /المعلومة/، ان "أمريكا غير جادة في قضية الانسحاب من العراق، وترامب رجل أعمال لا كلمة ولا عهد له ولا يحترم الدول الأخرى وبالتحديد الدول الضعيفة"، مبيناً ان "داعش الإرهابي لا يمكنه القيام بتهديد جدي وخطير للعراق في ظل الظروف الحالية خاصة مع اكتساب الأجهزة الأمنية المزيد من القوة العسكرية والاستخبارية خلال السنوات القليلة الماضية، وبالتالي التنظيم ليس أكثر من ورقة ضغط تستخدمها الولايات المتحدة تليها ورقة الدولار وورقة تحريك الشارع للضغط على الحكومات وتحقيق مصالحها الخاصة".
وعلى صعيد متصل، اوضح المحلل السياسي صباح العكيلي، لـ /المعلومة/، ان "مايجري في المنطقة من تطورات وتوترات وخصوصا التغيير الحاصل في سوريا، بالتأكيد سيكون له تأثيره على الوضع الداخلي العراقي، حيث ان مجريات الاحداث ووصول ترامب الى السلطة في الولايات المتحدة، يؤكد ان الادارة الامريكية الجديدة، لن تذهب باتجاه تنفيذ اتفاقية بغداد وواشنطن بشأن انهاء وجود التحالف الدولي على ارض العراق، وهناك سوابق لمواقف ترامب تجاه العراق، وسبق له ان رفض انهاء الوجود العسكري الاجنبي داخل العراق على الرغم من وجود اتفاق بين ادارة السوداني وادارة بايدن على خروج هذه القوات نهاية العام الجاري". انتهى 25ن