امريكا تدخل العراق في خانة العقوبات وتدفعه نحو الحلول الترقيعية لملف الطاقة
المعلومة/ بغداد...
لم تتمكن الحكومات على مدى العقود الماضية من احل ازمة الكهرباء، حيث بقي هذا الملف اسيراً بيد الادارة الامريكية التي تفرض سيطرتها على الملف وتتخذه كورقة قوية ضاغطة على الحكومة بهدف تحقيق مآربها في مختلف المجالات، وهذه المرة ادخلت العراق في خانة العقوبات المفروضة على ايران، من خلال منعه من استيراد الغاز الايراني اللازم لتشغيل محطات الطاقة، الامر الذي يؤكد ان العراق مقبل على صيف لاهب في ظل انقطاع الكهرباء بفعل سياسة الابتزاز الامريكية بقيادة المجرم دونالد ترامب.
وقال عضو لجنة النفط والغاز النيابية باسم الغريباوي لـ / المعلومة /، ان "رئيس مجلس الوزراء اجتمع بالمحافظين ومنحهم صلاحيات للتعاقد على مشاريع الطاقة الشمسية، لكن مثل هكذا توجه كان يجب أن يُتخذ منذ فترة طويلة وليس الآن حيث تتطلب هذه المشاريع وقتًا طويلًا للتنفيذ"، لافتا الى ان "العراق لا يمتلك حلولًا آنية لمواجهة هذه الأزمة، إذ يبقى الغاز الإيراني الخيار الوحيد حاليًا، و أي تعاقدات جديدة في قطاع الطاقة تحتاج إلى ما لا يقل عن عام لتنفيذها مما يجعل الأزمة الكهربائية أمرًا حتميًا في ظل غياب البدائل السريعة".
من جانب اخر، اكد النائب ثائر الجبوري لـ/المعلومة/، إن "واشنطن تحاول فرض قيود على الحكومة العراقية لمنعها من استيراد الغاز الإيراني، الذي يُعتمد عليه في تشغيل محطات الكهرباء في الوسط والجنوب ومناطق أخرى، حيث ان وقف هذا الاستيراد سيؤدي إلى تقليص إنتاج العراق من الكهرباء بنسبة قد تصل إلى 40%، وهو ما قد يُفاقم الأزمة في أشهر الصيف الحارقة، وبالتالي فأن كل التداعيات الناجمة عن هذه الأزمة ستتحملها واشنطن بسبب سياساتها التي تعتمد على فرض العقوبات، دون مراعاة تأثيراتها على الدول التي تعتمد على العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إيران"، مشيرا الى ان "إيجاد بدائل سريعة للغاز الإيراني أمر صعب ويحتاج إلى وقت طويل".
ويرى المحلل السياسي صباح العكيلي، خلال حديثه لـ /المعلومة/، ان "العراق لديه استقلاله ولايعتبر دولة تابعة للولايات المتحدة كي تفرض املاءات عليه، بخصوص التعاملات مع ايران في العديد من الملفات وابرزها ملف الطاقة، الا ان امريكا تمارس اسلوب الابتزاز مع العراق، كون ان الولايات المتحدة تملك اوراق ضاغطة ضد الدولة العراقية، خصوصا في الملف الاقتصادي والامني وكذلك السياسي، حيث ان ماتقوم به امريكا من ممارسات تجاه العراق وحكومته يضع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني امام امتحان يدفعه اما باتجاه الرضوخ للارادة الامريكية او محاولة التفاوض بهدف ضمان تنازل العراق عن المطالبة بانهاء التواجد الامريكي مقابل اعفاءه من العقوبات المفروضة على ايران". انتهى 25ن
