من التوابل إلى الطب.. الكركم يقدم علاجاً واعداً لثلاثة أمراض

المعلومة / متابعة...
كشفت دراسة علمية حديثة عن الفوائد الصحية المتعددة لمركب الكركمين، المستخلص من جذور نبات الكركم، حيث أثبت فعاليته في الوقاية والعلاج من الالتهابات العصبية والاضطرابات الأيضية المزمنة مثل السمنة والسكري وأمراض الكبد والقلب.
ويُعد الكركمين، وهو المركب المسؤول عن اللون الأصفر المميز للكركم، أحد أكثر المركبات النباتية دراسة في السنوات الأخيرة، لما يمتلكه من خصائص مضادة للالتهابات والأكسدة. وأظهرت الأبحاث أن الكركمين يعمل على تثبيط المسارات الكيميائية المسببة للالتهاب، ما يساهم في تخفيف الأعراض المرتبطة بالأمراض المزمنة.
وبحسب نتائج الدراسة، أظهر الكركمين تأثيراً إيجابياً في تحسين حساسية الجسم للإنسولين، وتعزيز عملية التمثيل الغذائي للدهون، مما يجعله خياراً واعداً في مواجهة السمنة والسكري من النوع الثاني، اللذين يُعدّان من أبرز تحديات الصحة العامة في العصر الحديث.
ولم تتوقف فوائد الكركمين عند هذا الحد، إذ وُصف في الدراسة بأنه "حارس أمين للكبد"، نظراً لدوره في الوقاية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، و"مهندس ماهر للقلب"، لقدرته على تحسين مستويات الدهون في الدم والحفاظ على صحة الجهاز القلبي الوعائي.
وأوصى الباحثون بتناول الكركمين مع الفلفل الأسود، الذي يحتوي على مركب "بيبيرين"، لتعزيز امتصاصه وزيادة فاعليته داخل الجسم. 
وأظهرت تجارب سريرية شملت مرضى بالكبد الدهني أن تناول 80 ملغ يومياً من الكركمين لمدة 3 أشهر أسفر عن انخفاض كبير في مؤشرات الالتهاب، مثل بروتين "سي التفاعلي" وعوامل TNF-α وIL-6.
أما مرضى السكري من النوع الثاني الذين تناولوا 300 ملغ من الكركمينويد يومياً خلال نفس المدة، فقد شهدوا تحسناً ملحوظاً في حساسية الإنسولين وانخفاضاً في مستويات الأحماض الدهنية الحرة.
وكانت النتائج الأبرز لدى مرضى يعانون من السمنة والسكري والاكتئاب معاً، حيث أدى تناول 1500 ملغ من الكركمين يومياً لمدة عام إلى تحسن واضح في الأعراض النفسية والوظائف الاستقلابية.
وشددت الدراسة على أن الانتظام في استخدام الكركمين هو العامل الأهم في تحقيق الفوائد الصحية المرجوة، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بتناول مكملاته، خاصة لمن يتناولون أدوية أخرى أو يعانون من أمراض مزمنة.
ويؤكد الباحثون أن الكركمين يمثل نموذجاً حياً على أن الطبيعة ما تزال تحتفظ بحلول فعالة لمشاكل صحية معقدة، وأن الاستخدام الواعي للمكونات النباتية يمكن أن يكون مكملاً علاجياً فعالاً في الطب الحديث.انتهى/25