آلية جديدة وراء التهاب القولون تفتح آفاقاً علاجية واعدة
المعلومة/ متابعة..
كشف فريق بحثي دولي بقيادة جامعة غراتس الطبية في النمسا عن آلية جديدة ومثيرة تسهم في تفسير أحد الأسباب الرئيسية وراء الالتهاب المزمن في مرض التهاب القولون التقرحي، ما قد يُحدث نقلة نوعية في تصميم علاجات أكثر دقة وفعالية.
ووفقًا للدراسة المنشورة في دورية Nature Communications، فإن الاكتشاف يُسلط الضوء على دور نوع خاص من الإفرازات البكتيرية تعرف باسم "الحويصلات البكتيرية خارج الخلية" (BEVs)، والتي تحمل مكونات بكتيرية مثل البروتينات وأجزاء من الحمض النووي، وتلعب دورًا تحفيزيًا للالتهاب.
المفاجأة التي كشف عنها الفريق العلمي، أن هذه الحويصلات عندما تكون مغلفة بجسم مضاد يدعى IgA – والذي من المفترض أن يحمي الأغشية المخاطية – تتحول إلى ما يشبه "حصان طروادة"، حيث تبدو غير ضارة، لكنها تنقل شحنات التهابية مباشرة إلى خلايا الجهاز المناعي عبر مستقبل يدعى CD89، مما يُفجّر استجابة مناعية مفرطة تُلحق الضرر بأنسجة القولون.
وقال الباحثون إن هذه الآلية الجديدة تفسر فشل عدد كبير من المرضى في الاستجابة للعلاجات الحالية، كما تفتح المجال أمام أهداف علاجية جديدة، مثل منع تشكّل الحويصلات، أو تعطيل تغليفها بـIgA، أو كبح تفاعلها مع المستقبلات المناعية.
وتعد هذه النتائج سابقة علمية في فهم العلاقة بين البكتيريا المعوية والجهاز المناعي في سياق الأمراض المزمنة، مما يدعم الاتجاهات الحديثة التي تدعو إلى التركيز على إفرازات الميكروبيوم وليس فقط على تركيبة البكتيريا ذاتها.
يُذكر أن مرض التهاب القولون التقرحي يُصيب أكثر من 5 ملايين شخص حول العالم، ويعد أحد أكثر أمراض الأمعاء الالتهابية تعقيداً، إذ يتميز بنوبات متكررة من الالتهاب المؤلم والمزمن. انتهى 25