edition
Almaalouma
  • أخبار
  • مقالات
  • إنفوجرافيك
  • فيديو
  • كاريكاتير
  • تقارير
  • ترجمة
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. المنهاج السليم يصنع دولة متطورة
المنهاج السليم يصنع دولة متطورة
مقالات

المنهاج السليم يصنع دولة متطورة

  • 15 تشرين الثاني 10:46

كتب / عباس النوري العراقي

منذ اللحظة الأولى التي يخطو فيها الطفل نحو رياض الأطفال، تبدأ رحلةٌ دقيقة تتداخل فيها الفطرة مع التربية، والفضول مع المعرفة، والنمو الذهني مع شغف الروح.

إنها ليست مرحلة تُلَقَّن فيها الكلمات تلقينًا، ولا حقلًا يُزرع فيه الحفظُ العشوائي، بل هي المجال الأرحب الذي يتشكّل فيه جوهر الإنسان المتعلّم.

مراحل النمو… سُلّمٌ يصعده الطفل بعقله لا بقدميه

في السنوات الأولى، يكون الطفل أشبه بمرآةٍ صافية، تلتقط كل ما حولها باندهاش حقيقي.

وهذه المرحلة لا تتحمّل جفاف التكرار، ولا تنسجم مع قسوة الحفظ؛

بل تحتاج إلى منهجٍ يعانق فضوله، ويستثمر طاقته، ويجعل من كل لحظة فرصةً للتجربة والتساؤل.

فالنمو ليس جسديًا فحسب، بل نماءٌ عقلي وعاطفي وحسي؛

يتطور إدراكه حين يلمس الأشياء، وتكبر بصيرته حين يطرح الأسئلة، ويرتقي وعيه حين يكتشف أن المعرفة ليست أمرًا يُفرض عليه، بل رحلة يختارها بنفسه.

منهجٌ فلسفته أن يتعلم الطفل لأنه يريد، لا لأنه مُلزَم

الفلسفة التربوية الحديثة لا ترى في الطفل وعاءً يُملأ بالمعلومات،

بل ترى فيه عقلًا يبحث، وروحًا تقودها الرغبة لا الإكراه.

فالطالب الذي يتعلم بالقسر ينسى،

أما الذي يتعلم بالشغف فيُنتج، ويخترع، ويبتكر.

إنّ المنهج القائم على البحث والتقصّي يجعل من الطفل فاعلًا لا مفعولًا به؛

يجعله يقارن، يميز، يُحلّل، ويختار.

يعطيه القدرة على فرز الصالح من الطالح، والتمييز بين الفكرة التي تخدمه وتلك التي تعيقه.

هو منهج يفتح أمامه الطريق ليمارس ملكاته كلّها:

عين ترى، وأذن تسمع، ويد تلمس، وعقل يربط بين النتائج، وقلب يتذوق جمال الاكتشاف.

نشاطٌ ذهني لا يتوقف… لا حفظٌ عشوائي

ليس الهدف أن يحمل الطفل ذاكرة مثقلة بالمواد، بل ذاكرة نقية تختار ما ينفعها.

إنه علمٌ يترسّخ لأنه مفهوم ومجرّب ومعاش، لا لأنه محفوظ في زاويةٍ مظلمة من العقل.

وهكذا، يتشكل الطالب الذي نريده:

لا نسخةً عن غيره، ولا ظلًا باهتًا لتكرارٍ ممل،

بل شخصية مستقلة، مبدعة، قادرة على إنتاج الأفكار بدل استهلاكها،

تقف أمام العالم بثقة الباحث، لا ارتباك الحافظ.

عندما يصبح التعليم بناءً للإنسان… يصبح المستقبل أكثر إشراقًا

إنّ بناء المنهج الذي ينمو مع الطفل، ويراعي مراحله، ويؤمن بقدراته، هو الأساس الذي تقوم عليه الأمم.

فالأوطان التي تبدأ تربيتها من جذور الطفولة، تُنبت قادةً وعلماء ومفكرين.

أما تلك التي تكتفي بالحفظ والتكرار، فلا تحصد إلا عقولًا متعبة، تردد ما تسمع ولا تنتج ما تُفكر به.

وفي النهاية، التربية ليست كتبًا ومقاعد…

بل فعلُ حياةٍ مستمر،

تُصاغ فيه شخصية الطفل ليكون نورًا في المستقبل،

مبدعًا في فكره، قويًا في حجته، واسعًا في بصيرته،

يستخدم كل حواسه ليعرف، وكل عقله ليعقل، وكل قلبه ليحبّ العلم ويحتضنه.

الأكثر متابعة

الكل
رائد عمر

بداياتٌ غير مرئيّة لإيقاف الحرب في اوكرانيا !

  • 1 آذار 2023
لماذا جاء الرّد الرسمي والشعبي السوري “باهتًا” على عودة بلادهم إلى الجامعة العربيّة؟

لماذا جاء الرّد الرسمي والشعبي السوري “باهتًا” على...

  • 14 أيار 2023
كندي الزهيري

رومانوسكي سفيرة أم وصية على العراق / وزارة الخارجية …

  • 8 آذار 2023
نعيم عاتي الخفاجي

نفخ المسؤولين العرب

  • 10 كانون الثاني 2023
الانتخابات العراقية ابلغ ما يمكن قوله: القافلة تسير والكلاب تنبح..!
مقالات

الانتخابات العراقية ابلغ ما يمكن قوله: القافلة تسير والكلاب...

اليوم .. يوم الإنتخابات
مقالات

اليوم .. يوم الإنتخابات

تاريخ وتطور الادعاءات الأمريكية الزائفة لتبرير العدوان والهيمنة العالمية
مقالات

تاريخ وتطور الادعاءات الأمريكية الزائفة لتبرير العدوان...

الدينار العراقي بلا اصفار: البنك المركزي العراقي يُطلق اصلاحا تاريخيا
مقالات

الدينار العراقي بلا اصفار: البنك المركزي العراقي يُطلق اصلاحا...

Almaalouma

المعلومة: وكالة اخبارية عامة مستقلة، تتميز بالجرأة والموضوعية والمهنية والتوازن،شعارها، خبر ﻻ يحتاج توثيقا، لدقة وتنوع مصادرها الخاصة وانتشار شبكة مراسليها

الأقسام

  • ترندات
  • أخبار
  • مقالات وكتاب
  • فيديو
  • كاريكاتير

روابط مهمة

  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اتصل بنا

تابعونا