شبح الجفاف
كتب / / باقر الزبيدي ..
بشكل يومي تصلنا العديد من الشكاوي من قبل أهلنا في المحافظات الجنوبية تتحدث عن الجفاف الذي ضرب مناطقهم وفي نفس الوقت رصدنا مشاهد صادمة تُظهر جفاف مساحات شاسعة من نهري دجلة والفرات حتى بات القاع ظاهراً ويُرى بالعين المجردة في محافظتي ذي قار وميسان.
حسب التصريحات الرسمية لوزارة الموارد المائية فإن العراق خسر نحو 70 % من حصته المائية.
الإيرادات الحالية التي تأتي من دول الجوار لم تتجاوز 30 % والسبب هو عدم التزام دول المنبع بسياسة الاستحقاق العادل بين الدول المتشاطئة.
معدل استهلاك المياه للعراق يبلغ نحو 53 مليار متر مكعب سنوياً وفي مواسم الجفاف نحو 44 مليار متر مكعب ونقص واحد مليار متر مكعب من الحصة المائية يعني خروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية من حيز الإنتاج.
العراق من بين دول العالم الخمس الأكثر عرضة للتصحر والتغير المناخي وبحسب مؤشر (الإجهاد المائي) سيصبح العراق أرضاً بلا أنهار في حدود العام 2040 بعدا أن يجف نهرا دجلة والفرات.
أزمة المياه أزمة وجودية والتاريخ يخبرنا أن حضارات كاملة زالت بسبب عدم توفر المياه مما يعني أننا قد نشهد أكبر موجة نزوح سكانية في البلاد.
الحكومات المتعاقبة تتحمل مسؤولية ما جرى ويجري في ملف المياه بسبب ضعف المفاوض العراقي مما جعل دول المنبع تستمر في إجراءاتها التعسفية ضد العراق.
يجب الإسراع بتشكيل خلية أزمة تأخذ على عاتقها وضع حلول حقيقية وتنفيذها بدقة من خلال تبطين القنوات المائية لتقليل الهدر ورفع التجاوزات وإقامة السدود الصغيرة لخزن المياه والاعتماد على المياه الجوفية والآبار.
ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية بحفر قناة من شط العرب باتجاه بحر النجف الذي ينخفض بنسبة كبيرة عن البصرة وهو ما يسمح بتدفق المياه بشكل عكسي باتجاه بحر النجف حيث ستشكل هذه القناة رافداً وخزان مياه لبحر النجف في حال انخفاض منسوب المياه فيها وخزان عملاق في حال انطلاق مشروع تحلية المياه كما أن هذه القناة ممكن استغلالها كمرفق سياحي وكبحيرات صناعية لتربية الأسماك