المواجهات في مضيق باب المندب وتأثيرها الاقتصادي
كتب / د. بلال الخليفة
ان مضيق باب المندب هو جزء من مسار الحركة الملاحية التجارية التي تمر عبر قناة السويس والبحر الأحمر، حيث يبلغ عرض باب المندب 30 كيلومترا في أضيق نقاطه، مما يجعل حركة الناقلات صعبة ومقتصرة على قناتين للشحنات الواردة والصادرة، تفصل بينهما جزيرة بريم التابعة لليمن، تفصل المضيق إلى قناتين الشرقية منها تعرف باسم باب إسكندر عرضها 3 كم وعمقها 30م.
وان المضيق يبعد أكثر من الف ميل من غزة، ويعتبر منفذ البحر الأحمر إلى المحيط الهندي، و"يتدفق من خلاله عادة من 12 إلى 15 في المئة من حجم التجارة البحرية التي تمثل 85 في المئة من إجمالي التجارة العالمية"، بحسب بعض الآراء.
يتم عبور ناقلات النفط عبر المضيق نحو 7.80 مليون برميل يوميا من شحنات النفط الخام والوقود (حجم ما يمر منهما من منتجات نفطية نسبته من ثمانية إلى 12 في المئة)، عن طريق عبور 27 ناقلة محملة بالخام أو الوقود يوميا في المتوسط في عام 2023، والذي كان 20 في عام 2022، واما مجمل السفن فتكون من 30 الى 50 سفينة يوميا.
اذا استمر العدو الصهيوني على غزة وكذلك العدوان الأمريكي البريطاني وحلفائهم من العرب الخزنة فان ذلك قد يؤدي الى توقف الملاحة نهائيا عبر مضيق باب المندب وقناة السويس وبالتالي تذهب الشركات طريق رأس الرجاء الصالح، بعيدا عن تهديدات الحوثيين، ما يزيد من رحلة السفينة 11 يوما تقريبا وهو ما سيؤدي إلى مزيد من تأخير سلاسل الإمداد.
وان الحوثيين قاموا بالتصدي للسفن الإسرائيلية او تلك التي يملكها يهود هو رد على العدوان الصهيوني على غزة وانهم اشترطوا وقف استهدافهم للسفن الصهيونية بتوقف عدوانهم على غزة، وان الحوثيين هم جزء من محور المقاومة في المنطقة ومنها الجمهورية الإيرانية الإسلامية التي تحكم السيطرة على مضيق هرمز.
للعلم أن مضيق هرمز يحتل 90 في المئة من إجمالي واردات البترول في الخليج الذي يذهب إلى منطقة الشرق الأدنى والأقصى يمر عبر مضيق هرمز. لو حصلت أي مشاكل في هذه المنطقة، فإن سعر برميل البترول سيرتفع بدرجة كبيرة. وان عدد السفن التي تمر بالمندب هي بحدود 30 الى 50 سفينة تجارية تمر يوميا عبر مضيق باب المندب، فيما تمر حوالى 115 سفينة تجارية من مضيق هرمز.
وان الخلاصة، هي ان التصعيد الأخير قد يجبر أعضاء محور المقاومة للدخول التدريجي والتصاعدي في مواجهة العدوان الصهيوني والمحور الغربي، وان العدوان الأمريكي سيجعل اليمن والحوثيون اقوى مما هم عليه الان، لأننا نعلم ان الحرب الظالمة التي شنتها السعودية على اليمن كان بمساعدة العالم كلة ومنها أمريكا وبريطانيا والبحرين وإسرائيل للقضاء على الحوثيون ولكن خرجوا اقوى، وبالتالي ان هذه المواجهه هي امتداد لتلك الحرب القديمة التي سميت بالسعودية ولكن بالحقيقة هي حرب الغرب على اليمن.
وان الجمهورية قد تدخل في المواجهه وحينها ان سعر برميل النفط قد يصل الى 500 – 700 دولار وحينها معظم دول أوروبا ستنهار اقتصاديا.
وان لم يتم دخول طرف اخر في المواجهه واقصد الجمهورية الإسلامية، فان أسعار النفط سترتفع الى حدود 3 – 5 % من الأسعار الجارية وهي بحدود 80 دولار وكما يوجد عامل اخر يزيد من التضخم العالمي وهو غلق باب المندب والذي يجعل السفن التجارية تذهب بمسار رأس الرجاء الصالح الذي:
1 - يزيد الزمن 11 يوما
2 - وكما يوجد فيه مخاطر القرصنة
3 – ارتفاع كلفة التامين على السفن.
هذه الأسباب سترفع من قيمة السلع عالميا وبالتالي ان العالم سيعاني من تضخم في الأسعار قد تزيد على 5 % ولا ننسى ان الازمة الأوكرانية رفعت التضخم عالميا وبمعدل يصل او يفوق 8% وبالتالي ان الكثير من دول العالم وبالخصوص أوروبا ستعاني من أزمات اقتصادية كبيرا جدا جدا.