ثورة عالمية لاجتثاث الصهيونية وكيانها الارهابي.. ولا مكان لحاكم خائن
كتب / فؤاد البطاينة
تحت غطاء مشوار السلام وتمسك الأنظمة العميلة والمتواطئة بخدعة التفاوض ونبذ المقاومة دأبت “اسرائيل” على ترسيخ احتلالها لكل فلسطين وتهويدها. ومع استعار هرولة الحكام المستعربين الخونة تباعا نحو الاستسلام تحت غطاء التطبيع، فقد قدموا للكيان باسم دولنا وشعوبنا ما يتجاوز كامل مستحقات المبادرة العربية (بيروت 2002) تبرعاً رغم وطاوطها ورفضه لها. وأذهلوا بهذه الخيانة دولا اوروبية وغير اوروبية كانت دائمة الدعم لمبدأي الانسحاب وممارسة حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني على أراضيه 67 وإقامة دولته عليها. وخذلوا دولا صديقة ناضلت وأسهمت لسنين في تحقيق انجازات سياسية للقضية ذهبت هدراً، وأماتوا اهتمامات العالم بالقضية الفلسطينية.
كان الأوروبيون يدركون بأنه تطبيع اعمى يؤسس لانفجار في المنطقة، وبأنه مع كل عملية تطبيع جديدة كانت “اسرائيل” تتمادى في انتهاك وانكار الحقوق الفلسطينية. إنها خيانة وصلت بدول خليجية الى حد انكار الدين والاقصى والتاريخ الفلسطيني، واستخدام أموال الزيت الأسود لدعم الكيان بعمليات سياسية وأمنية واقتصادية لحسابه وإرشاء دول وشراء ذمم وأراضي لحسابه أيضاً. وما هم سوى طراطير جهلة وخمَّة الأدميين من حثالة الصحراء العربية قد جعلوا من انفسهم ركائب ذليلة للصهيوني.
فأنظمة العمالة تحت ستار التطبيع التي تتحمل مسؤولية تراجع مسار القضية الفلسطينية، تتحمل أيضا المسؤولية التاريخية بالتكافل والتضامن مع الصهيوني عن المجازر والابادة الجماعية في غزة. فهي الشريك الأساسي الذي بدونه ما تمكن الكيان أن يُقدم على ما أقدم عليه وينجز ما أنجزه.
بل أن بعض هذه الأنظمة كمصر والأردن تعمل ما بوسعها لتأمين احتياجات الكيان لتنفيذ جرائمه، وترش الأعلاف في مسالخه البشرية في غزة بدلاً من العمل على إيقاف الحرب ومنع الإبادة الجماعية لو كانت ذي طبيعة سياسية سليمة. فالنظام الأردني مسنودا بشعبه قادر على أن يُنذر الكيان بإعدام كل اتفاقية أو معاهدة أو تعاون أو اعتراف معه إن لم يتوقف خلال ساعات. فأمريكا وعصبة الكيان يعلمون بأنه لا إمكانية لاحتلال فلسطين ولا لبقاء الاحتلال بدون أردن راضخ أو متعاون. وأتساءل ألا يسوى ما يحدث في غزة أن يفعل النظام الأردني مثل هذا امتثالا لإرادة الشعب الأقرب لفلسطين؟
وبالمناسبة عندما نتكلم بحلول سلمية كحل الدولتين الذي يتكلم به الكثيرون والأنظمة العربية بكاملها والمضمن ابتداء بقرار التقسيم لعام 1947 وانتهاء بخطة الرباعية، فإنما نتكلم عن مبادرات صُممت للإستهلاك السياسي وليس عن حلول يُمكن أن تحقق سلاما وتنهي الصراع. فليس من لا يعلم بأنه لا حل الدولتين ولا أي حل أخر سلمي يحقق السلام بين الفلسطينيين والمحتلين في مسألة احتلاليه. وحتى حل الدولة الواحدة يعتريه صعوبة تقبل الفلسطينيين لأكثر من 3 % من سكان الكيان في فلسطين نظراً لخزرية الباقي. وأن الحل الوحيد العملي الذي ينهي الصراع ويحقق السلام هو تفكيك الكيان سلمياً كمستعمرة، أو التحرير بالمقاومة من البحر الى النهر.
ونأتي الى عنوان المقال وخلاصته. فيبدو أننا مقبلون على مرحلة اجتثاث الصهيونية من جذورها التي تضرب سماً وفساداً في كل أنحاء العالم. فهذا الإحتلال وتاريخ القضية برمتها يبدو أنه في مواجهة مع النهاية والحقيقة. فطوفان الأقصى والكشف المشرف عن وجود جيش عربي من جند الله متمثلا في كتائب القسام، والكشف الفاضح عن طبيعة الصهيونية المغاير للطبيعة البشرية الإنسانية كلاهما كان God Sent هبة إلهية لحساب القضية الفلسطينية والأقصى. حشرت الكيان الصهيوني في أوطئ هاوية سياسية وقانونية واعلامية وثقافية وأخلاقية.
فما نشاهده من انعطافه تاريخية في خطاب الأمم وخاصة الأوروبية من خانة الدعم الأعمى للكيان الى خانة الرفض والإصطفاف لجانب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني يحتاج لتفسير. ومشاهدة العالم وحلفاء امريكا ينتفضون بمؤسساتهم العلمية والثقافية والاعلامية والاجتماعية رافعين الأعلام الفلسطينية يحتاج لتفسير، ومتابعة حكومات غربية وهي تتخذ مواقف أذهلت الكيان يحتاج كذلك لتفسير.، بل ومن متى تصدر محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية قرارات بحق زعماء الكيان من تلك التي صممت لغيرهم. فهؤلاء وكل هذا وأكثر يحدث وهم يعرفون الطبيعة الاجرامية لصهاينة اليهود، ولم يكتشفوها الان في غزة، ويعرفون مظلومية الشعب الفلسطيني وقضيته التي كانوا وراء صنعها. ويعرفون بطلان تمثيل سلطة أوسلو للشعب الفلسطيني، ودكتاتورية الحكام العرب وعمالتهم وعدم شرعية حكمهم.
فنحن نعيش حالة ثورة شعبية عالمية واعية لاجتثاث الصهيونية، وتفسيري أن الأمة الأوروبية التي أوصلت الصهيونية لفلسطين، أضحت ضحية لها كالفلسطينيين. حيث وصلت هذه الصهيونية لمراكز صنع القرار في بلدانهم، وأصبحت توجه سياساتهم الخارجية والداخلية وتعاقبهم وتتحكم بمصيرهم كأية شعوب مستعمرة. فهذا العالم ينتصر لنفسه أكثر من نصرته لغزة. وأن ما يحدث في غزة جاء إلهاماً لهم وفرصة، بل ومبررا اخلاقيا وسياسياً للثورة على الاستعمار الصهيوني من واقع ثلاثة عناصر تشكلت لهذا وشجعتهم هي، طوفان الأقصى كمقاومة فلسطينية عرت هشاشة الكيان وأذلته واعطت درسا قاسيا في الكرامة لشعوب الغرب في خضوعها للصهيوني + عدالة القضية الفلسطينية وعقدة الذنب لديهم + السلوك الإجرامي المغاير للطبيعة البشرية والهادف لإرهاب الأقوياء من خلال استئسادهم المتوحش على سكان مدنيين ابرياء في غزة.