عندما يُرقّع نتنياهو الثوب الإسرائيلي بالإبرة الأميركية ..
كتب / د. محمد بكر
قبيحاً كحال كل وجوه أعضاء الكونغرس الأميركي الذين لم يتعلموا ربما خلال حياتهم السياسية سوى التصفيق والتصفيق للمجرمين والقتلة ، هكذا أطل نتنياهو تحت قبة الكونغرس مصحوباً بحفاوةٍ كبيرة من النواب الأميركيين وكأنه البطل والفاتح والمنتصر ، وهو القادم من جغرافيا غزة التي عاث فيها جنوده قتلاً وإجراماً غير مسبوقين.
لم تسخن المقاعد مطلقاً من تحت نواب الكونغرس لكثرة التصفيق مع كل عبارة كان يلقيها نتنياهو ، وهذا مايترك وراءه الكثير من التساؤل والاستشراف.
لماذا يُستقبل نتنياهو مثل هكذا استقبال وهو الذي وُصفت استراتيجيته في غزة بالخاطئة كما قال بايدن، وتعالت أصوات أميركية بضرورة إعادة الحسابات لجهة العلاقة مع إسرائيل بعد حربها على غزة ؟؟
كل حديث نتنياهو عما سماها ” بطولات ” الجنود في المعركة وقدراتهم على تحرير عدد من الرهائن وتصوير ماهية حربه على قطاع غزة بأنها حربٌ على الإرهابيين ، هو عكس في المضمون الحقيقي كمّاً مماثلاً من الفشل والهزيمة في ميدان غزة ، وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه نتنياهو ويُفاخر بإنجازات المعركة ، كانت المقاومة مستمرة في بث فيديوهات استهداف الآليات والدبابات الإسرائيلية واستدراج الجنود لكمائن نوعية .
تصويرُ الفشل الميداني على أنه إنجازات وانتصارات ، وقتل الأطفال والنساء على أنه حرب على الإرهاب، وقصف المشافي والأبنية السكنية على أنه بطولات، وأن موت كل طفل في غزة يؤلم الإسرائيلي ، وأن سبب التجويع هو سرقة حماس للمساعدات الإنسانية ، وإن المقاومة قامت بقطع الرؤوس وقتل الأطفال أمام آبائهم ، كل ذلك كان ” ترقيعاً ” للثوب الإسرائيلي وقد امتلأ بكل أوساخ وموبقات الأرض وطفح بالثقوب جراء نيران المقاومة وصمودها الأسطوري .
خطاب نتنياهو كان خطاب الخواتيم وخطاب المغادر القريب للسلطة وحديثه أنهم عندما يُحاربون حماس فهم يحاربون إيران عدوة واشنطن وتالياً هم يقاتلون نيابة عن أميركا ، ماهو إلا المشهد الأخير الذي سيؤسس لنزوله من على الشجرة وإبرام الصفقة .
وحدها المقاومة من قاتلت نيابة عن الأمة، وإرادة الله في بقائها وصمودها كان ذو دلالات عظيمة في أن هزيمة المقاومة في هذه المعركة كان يعني بالضرورة تصفية القضية الفلسطينية إلى غير رجعة ..