منهج القتل العشوائي لأطفال غزة إلى متى؟!
اكتب /د. محمد العبادي ||
من عجائب عصرنا الحاضر أن الدول التي ألغت عقوبة الإعدام بحق المجرمين والمتهمين ومنها دول الاتحاد الأوروبي تدعم القتل الجماعي الذي يقوم به الصهاينة في غزة،
وتدعم أيضاً الاعدام البطيء في حصار وتجويع الشعب الفلسطيني!
ومن عجائب عصرنا الحاضر أن الدول التي تبيع السلاح الفتاك القاتل للإنسان وتهدد الدول والشعوب هي التي تتزعم موضوع الدفاع عن حقوق الإنسان .
من عجائب عصرنا الحاضر أيضاً أن الدول الاستعمارية ناهبة خيرات الشعوب هي التي تتحدث عن حريات الشعوب وحقها في تقرير المصير .
من عجائب عصرنا الحاضر كذلك أن الدول التي تظهر لنا رفقها بالحيوان، وحمايتها للبيئة، وبكائها على الشعب الأوكراني وعلى أطفال سورية المشردين، هي التي تساعد الصهاينة في قتل أطفال ونساء فلسطين .
وفقاً لإحصاء الجهاز المركزي الفلسطيني فقد بلغ مجموع الشهداء في قطاع غزة (42792) منهم ( 17029) طفل فلسطيني ، و( 11585) من النساء!!!
لقد قتل الصهاينة (177) صحفياً حتى تطمر الحقيقة تحت الركام، لكنها خرجت إلى العلن رغم كل ذلك التعتيم الذي فرضته دويلة الاحتلال الإسرائيلي.
لقد تقطعت أوصال آلاف الأطفال الصغار والفتيان اليافعين من أبناء غزة بواسطة آلة القتل الصهيوني فلم يحرك الغرب الديمقراطي ساكناً.
لقد بترت أطراف أطفال غزة على مرأى ومسمع من الغرب المتحضر! الذي يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان؛ فصرحوا وابتهجوا وتهللوا لذلك.
لقد حرقت قنابل أمريكا التي ألقاها الصهاينة على مخيمات النازحين أطفال فلسطين، ونهضوا من نومهم لكن النيران إلتهمتهم فلم يستطيعوا لها دفعاً،وشاهدهم العالم الذي يدعي التحضر وهم يصطرخون فيها فلم تطرف لهم عيناً.
إن أولئك الأطفال بحسب تعبير السيد الخامنئي(يمثلون مظهر البراءة واللطافة)، لكن يد البطش الأعمى طالتهم .إنهم لا يعلمون لماذا قتلوا؟ ولا يعلمون شيئاً عن الحرب وآثارها.
لقد ذاقوا الألم والخوف والجوع والمرض مبكراً ببركة الديمقراطية التي تبشر بها أمريكا والسلام التطبيعي الصهيوني.
توجد آلاف الإصابات التي نالت من أجساد أطفال فلسطين الطرية، وبعض تلك الإصابات عميقة وشديدة كبتر أحد الأطراف أو كليهما ولاتتوفر المستلزمات الطبية أو الاسعافات الأولية لتسكين آلامها؛ الأمر الذي فاقم المأساة!
من الصعب على الأباء أن يسمعوا بكاء أطفالهم وأنينهم ولا يستطيعون اسعافهم واجابتهم .إنها آلام عميقة على مسمع من هذا العالم .
وهناك رزية شديدة الوطئ وهي أن البلاء لم ينته عند قتل اطفال فلسطين؛ بل هناك نحو 25 ألف و937 طفلاً منهم باتوا يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما وفقاً للإحصاءات الرسمية ، هذا الخطب الجسيم يرافقه الصدمات النفسية الكبيرة للأطفال من فقر وإملاق ودخول لجادة الحياة الصعبة المليئة بالأشواك .
لقد دفع أطفال غزة فاتورة معرة الجيش الصهيوني وهو يمارس هوايته في القتل بلا ضوابط أخلاقية .
إنّ الأمة الإسلامية مسؤولة ومعنية بشكل مباشر في نصرة أولئك الذين نزلت بهم البلايا والمنايا من خلال تقديم أشكال الدعم كافة؛ كالدعم العسكري والمالي والإعلامي وغيره .