صانعو الحروب …
كتب / الدكتور محسن القزويني
بعد دقائق من توقف الحرب في لبنان وصلت الاوامر الى جيش النصرة واخواتها بالزحف نحو ادلب وحلب وصولا الى ريف حماه ،وكانه قدكُتب على العرب والمسلمين ان يعيشوا دائما في حالة حرب ، وان يعم المنطقة الرعب والخوف والهلع.
فمنذ الحرب الايرانية العراقية التي فجرها عميل الغرب صدام حسين وحتى يومنا هذا والمنطقة مشتعلة بالحروب. ذهَبَ صدام وجاء من بعده نتنياهو ومن قبله شارون، وهؤلاء ليسوا الا ادوات لاشعال الحروب وهم ينفذون اوامر اسيادهم في تفجير الصراعات وتحقيق الارباح الطائله لمعامل السلاح الكبرى في العالم، ولا عجبَ ان يتسارع الانفاق على السلاح عاما بعد اخر، ولا عجب ان يكون الانفاق على السلاح بات اكثر من الانفاق على الطعام فقد كشف معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام (سيبري) عن ارتفاع جنوني في الانفاق العسكري العالمي لعام 2023 حيث بلغ 2443 مليار دولار وهو اعلى مستوى له في التاريخ البشري بزيادة قدرها 6٫8% مقارنة عن العام الماضي الذي سبقه ، وبالمقارنة بين ما انفقه العالم على السلاح وما انفقه على الطعام عام 2023 تكشف لنا ارقام (الفاو) ان هناك زيادة في الانفاق على السلاح بمقدار 443 مليار دولار على الانفاق على الطعام.
وكانت حصة الشرق الاوسط الاكثر في زياده الانفاق حيث بلغت 9% ليصل ما انفق فيها 200 مليار دولار ،وهي تشكل ميزانية عدة دول في المنطقة ،ولا ريب ان تحتل اسرائيل صدارة الدول المنفقة على السلاح حيث شهدت زيادة عن الاعوام السابقة بنسبه 24% ليصل المبلغ الى 27,5 مليار دولار لعام 2023 ,وليس سرا القول بان اسرائيل هي وراء احداث سوريا الاخيرة فعلاقة اسرائيل بالنصرة قديما وحديثا ليس بخاف على احد كما وان زمان ومكان الهجوم يفضح القائمين عليه.
وبالامس ظهر زعيمهم ابو محمد الجولاني في قلعة حلب يلتقط السيفي بين اصحابه مما يدل على ان الذي يجري اليوم في سوريا ليس الا امتداد لاحداث العقد السابق وان القائمين عليه ليس الا جماعة النصرة المصنفون دوليا بالارهاب حتى لو تلبسوا بلباس الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، فاذا كانوا فعلا يريدون الخير لسوريا وانهم ثاروا من اجل الشعب السوري فماذا يعني نزوح اكثر من 100,000 مواطن سوري من الزهراء ونُبل وطرد الاكراد من بيوتهم في حلب وهذا اكبر دليل على انهم هم الطائفيون والعنصريون السابقون الذين فجّروا احداث سوريا لاغراض اسرائيلية غايتها تمزيق الامة الاسلامية وتضعيف عضد المقاومة وهي الاستراتيجية التي تعمل عليها اسرائيل منذ قيامها وحتى يومنا هذا وسوف لن ينتهي المخطط الاسرائيلي عند سوريا سيما اذا اصبح للارهاب موضع قدم في شمال سوريا.
فعلى الدول العربية والاسلامية ان تعي ما تريده اسرائيل فهي لا تريد السلام بل هي تريد ان تبتلع الشرق الاوسط برمته من خلال برنامج اعدته دوائر الموساد و بالدعم الدولي، وها هي اليوم تقوم بتنفيذه خطوة بخطوة في غزة ولبنان وسوريا اليوم وغدا في دول اخرى شرق اوسطية حتى يتحقق حلمها التاريخي في اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات والذي اصبحت تعبّر عنه اليوم بالشرق الاوسط الجديد.