بعد نكسة واشنطن وتل أبيب.. هل آن أوان الانسحاب الكامل من العراق؟

المعلومة/تقرير..

في ظل المتغيرات السريعة التي تشهدها الساحة الإقليمية، تتصاعد الدعوات داخل العراق لإنهاء التواجد العسكري الأمريكي، وسط شعور متزايد بضرورة استعادة السيادة الوطنية بشكل كامل. التطورات الأخيرة في المنطقة، لا سيما تراجع التحالف الأمريكي–الإسرائيلي أمام قوى المقاومة، أوجدت ظرفاً سياسياً يُنظر إليه كفرصة سانحة لإعادة ترتيب أوراق المشهد الأمني والسياسي في البلاد، ودفع الحكومة العراقية إلى اتخاذ مواقف حاسمة تجاه الوجود الأجنبي.

* تحالف مهزوز
وفي هذا الصدد، أكد المراقب السياسي صباح العكيلي، أن التطورات الأخيرة في المنطقة، ولا سيما ما وصفه بـ"انتكاسة" التحالف الأمريكي–الإسرائيلي في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تمثل فرصة سانحة أمام الحكومة العراقية للضغط باتجاه تفعيل اتفاقية انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

وقال العكيلي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "قرار وقف إطلاق النار من طرف واحد بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية يُعد اعترافًا غير مباشر بالهزيمة"، واصفًا "قرار الإدارة الأمريكية بوقف الحرب بأنه يشكل نكسة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل".

وأضاف أن "العراق يقف اليوم أمام فرصة سياسية ملائمة لاستثمار حالة الإرباك والتخبط التي تمر بها الإدارة الأمريكية، من أجل تفعيل الاتفاقية الموقعة بين الجانبين العراقي والأمريكي، والتي تنص على انسحاب القوات الأمريكية بشكل كامل من الأراضي العراقية خلال العام الجاري".

وختم العكيلي تصريحه بالتأكيد على ضرورة أن تتحرك الحكومة العراقية بفاعلية في هذا الاتجاه، لضمان احترام السيادة الوطنية وتنفيذ الالتزامات الدولية المتفق عليها.

• 

* تحرك حاسم
في غضون ذلك، أكد عضو حركة صادقون النيابية، رفيق الصالحي، أن التواجد الأمريكي داخل الأراضي العراقية لا يخدم مصلحة البلاد، محذراً من استمرار الانتهاكات المتكررة التي تقوم بها القوات الأمريكية ضد السيادة الوطنية.

وقال الصالحي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "القوات الأمريكية لا تزال تمارس خروقات خطيرة للأجواء والحدود العراقية، دون احترام للسيادة أو تنسيق مع الجهات الرسمية، وهو أمر لم يعد مقبولاً شعبياً أو سياسياً"، مشدداً على أن "وجود هذه القوات لم يُحقق أي فائدة أمنية تُذكر، بل تسبب في تأزيم الأوضاع الداخلية وتهديد الاستقرار".

وأضاف أن "هناك حراكاً نيابياً واسعاً سيُفعّل مباشرة بعد انتهاء العطلة التشريعية، لفتح ملف التواجد الأجنبي، وعلى رأسه التواجد الأمريكي، ومناقشته داخل قبة البرلمان"، مؤكداً أن "الخيار الشعبي والبرلماني يتجه نحو إنهاء هذا الوجود المخالف لإرادة العراقيين".

 ومع قرب استئناف عمل مجلس النواب، تتجه الأنظار إلى ما ستتخذه الكتل السياسية من خطوات عملية حيال التواجد الأمريكي، في وقت تتزايد فيه الضغوط الشعبية والسياسية المطالِبة بقرارات واضحة تُنهي فصلاً طال أمده من التدخلات الخارجية في الشأن العراقي.انتهى25ز