السويداء على شفا التحول إلى ساحل جديد.. صراع النفوذ والتحديات القادمة

المعلومة/ تقرير..
في مشهد يعكس استمرار التدهور الأمني والتفكك المجتمعي في سوريا ما بعد الحرب، عادت مدينة السويداء إلى واجهة الأحداث، وسط تصاعد موجة الانتهاكات والاعتداءات التي تطال المدنيين، وتحديدًا أبناء الطوائف الدينية الأصيلة في البلاد. ما يجري هناك ليس وليد اللحظة، بل يُعد امتدادًا لسلسلة طويلة من الجرائم التي استهدفت المكونات الوطنية السورية، بدءًا من الساحل السوري مرورًا بحمص وحلب، وصولًا إلى الجنوب السوري.
هذه التطورات أعادت إلى الأذهان المخاوف القديمة من مخطط خارجي يهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي السوري، عبر تسليح جماعات متطرفة وتحويلها إلى أدوات تنفيذية لسياسات دولية وإقليمية. في ظل هذه الظروف، تتوالى الإدانات من قوى وطنية ودينية، رافضة السكوت عن الجرائم التي تُرتكب بحق أبناء الوطن من قبل عصابات أبو محمد الجولاني، خصوصًا في السويداء التي تعاني اليوم من سيناريو تطهير طائفي تُغذيه جهات خارجية وتباركه جهات داخلية مرتبطة بالنظام الجديد في دمشق.
*تكرار احداث الساحل
وبخصوص هذه الموضوع أدان المجلس الإسلامي العلوي في سوريا، الجرائم التي ترتكبها ما أسماها "عصابات الجولاني" في مدينة السويداء، معتبرًا أن ما يجري يمثل امتدادًا واضحًا للمأساة التي عاشتها مناطق الساحل السوري في وقت سابق.
وذكر المجلس في بيان رسمي نقلته وكالة /المعلومة /، أن "ما تتعرض له محافظة السويداء من عمليات قتل وانتهاكات على يد فصائل مسلحة تمثل استهدافًا مباشرًا للنسيج الاجتماعي السوري، وتكشف عن محاولات خبيثة لضرب التعايش بين المكونات السورية".
وأضاف أن "المشاهد المصورة من هناك تظهر حجم الانحدار الأخلاقي والانتهاكات الصارخة لكرامة المواطنين، في ظل صمت رسمي وتجاهل دولي مريب"، متهمًا جهات أمنية تابعة لما يُعرف بـ"وزارة الدفاع" السورية الجديدة بأنها توفر الغطاء الكامل لتلك الفصائل التي تضم مرتزقة محليين وأجانب.
*تصفية الطوائف

• 

في السياق ذاته، وجه رئيس الهيئة التأسيسية لحزب التحرر الوطني السوري، محمود الموالدي، اتهامًا صريحًا للنظام السوري الحالي، واصفًا إياه بـ"النسخة المدجنة" التي تعمل بإمرة الأمريكيين والصهاينة.
وقال الموالدي في حديثه لـ/المعلومة/، إن "النهج العدواني الذي تنتهجه ما تُعرف بعصابات الجولاني ضد الطوائف السورية، خصوصًا العلويين والمسيحيين والدروز، ليس سوى جزء من مشروع خارجي لتفكيك البلاد على أسس طائفية ومذهبية".
وأضاف أن "ما يسمى بالنظام السوري الجديد لم يعد يعبر عن الإرادة الوطنية، بل بات أداة لإعادة رسم الجغرافيا السكانية السورية بما يخدم مصالح الخارج، من خلال إضعاف دور الدولة المركزية وترك المناطق ضحية لتجاذبات السلاح والولاءات الأجنبية".
وأشار إلى أن "ما يجري في السويداء ليس حدثًا معزولًا، بل حلقة ضمن مسلسل طويل من سياسات استنزاف الأقليات واستهداف الهوية الوطنية السورية الجامعة، وسط صمت دولي مخجل يعزز الشكوك حول تواطؤ أمريكي ـ إسرائيلي مباشر".
وأكد الموالدي أن "السكوت عن هذه الجرائم لا يمكن اعتباره موقفًا محايدًا، بل تواطؤ ضمني مع مشروع تمزيق سوريا، الذي بدأ منذ أكثر من عقد تحت عناوين زائفة كـ(الثورة) و(الحرية) وانتهى بتغول المليشيات على حساب الدولة".
مع تصاعد الانتهاكات في السويداء واستمرار استهداف الأقليات في سوريا من قبل عصابات الجولاني، يزداد القلق من تحول المشروع الطائفي إلى أمر واقع، في ظل غياب إرادة دولية حقيقية لوقف هذا النزيف. وبينما تتنصل الجهات الرسمية من مسؤولياتها، تبقى المخاوف قائمة من انفجار اجتماعي واسع قد يعيد البلاد إلى مربع الفوضى، ويترك آثارًا كارثية على مستقبل سوريا كوطن موحد.انتهى25 ز