مشاركون لامقاطعون
كتب / عقيل الطائي..
الانتخابات هي وسيلة وسمة في الانظمة الديمقراطية من اجل الوصول الى حالة فضلى من الادارة والتمثيل للشعب في ادارة الدولة، وخلق مؤسسات رصينة ديمقراطية.
تعتمد الانتخابات على عنصرين ثقافة الشعب والاخص الثقافة السياسية ، التي تجعل صاحبها مستوعبا حقه وواجبه في الاختيار اي التصويت وجعل صوته معبر عن ارادته المستقلة بعيدا عن التاثيرات الجانبية وقادرا على الدفاع عن المعايير التي تجعل صوته حرا غير مقيدا.
وكذلك تعتمد على الاحزاب وماتطرحه من مرشحين يملكون وعيا وثقافة سياسية وقادرين على ادارة المهمة لما يملكوه من خبرة ومهنيا ونزاهة وحسن النوايا بعيدا عن المصالح الشخصية والتي هي ايظا قريبة من الجميع اي (المصالح الشخصية ) لكن ليس بالافضلية التي تجعلها في اولوياته.
عندها تُصنع مؤسسات ناحجة وناجعة تستطيع بناء بلد وتحقيق مايصبو الية الجمهور ، وكذلك الجمهور الذي يملك ثقافة سياسية يحاسب ويسال وينصح من انتخبهم حتى تصل الى المطالبة بعزلهم اذا اخفقوا.
تجربة الانتخابات في العراق للاسف مرت بمراحل متعثرة ونتج عن ذلك فقدان الثقة بالعملية السياسية واتساع الفجوة بين السياسين و الشعب، لذلك هنالك امتعاض وعدم رغبة..
لكن في هذه المرحلة التي اعقبت (الفترة المظلمة ) اعتقد هنالك تغير واضح وهدؤ نسبي وانجازات للحكومة الحالية على مستوى الخدمات التي هي من صميم عمل المؤسسات الخدمية والمحافظين لكن غياب مجالس المحافظات الرصينة مع التخصياصات المالية جعلت بعض المحافظين لايقدرون على الادارة والانجاز وتقديم الخدمات لذلك تنتهي السنة المالية ومعظم الاموال ترجع الى الخزينة المركزية ولم يقدمو شيا،
والبعض صنعوا اقطاعيات لهم نتيجة الاموال ومضى عليهم اكثر من 10 سنوات ولم تكن هنالك سلطة رقابية .
اعتقد هذه التجربة بحلة جديدة وحكومة صادقة في تقديم الخدمة وبعض الاصلاحات التي تمس شرائح معينة او مؤسسات هنالك تغير واقبال على المشاركة وكان يوم الاقتراع الخاص خير دليل
في نسبة المشاركة العالية للقوات المسلحة وكانت متوقعة هذه النسبة بسبب بعض الاصلاحات او بعض الانجازات للقوات المسلحة قادة وامرين وضباط ومراتب في جانب الادارة والتموين وكذلك استحقاقهم في الترقيات ونمط الاجازات..
الاقتراع العام اعتقد ستكون نسبة مشاركة مختلفة واقبال لابأس به
نعم هنالك تدوير للوجوه
وهنالك وجوه شابة جديدة قدمتها الكتل السياسية التقليدية والاتلافات الجديدة التي تريد ان تحسن من ادائها وكسب ثقة الجمهور .. وهنالك انجازات للحكومة وحث رئيس الوزراء شخصيا بالاضافة الى الاعلام يجب ان تختلف نسبة المشاركة وقد تصل متوقعا 40% او اكثر ، واعتقد هنالك تحدي في هذه المرحلة .
ويجب على المفوضية التي هي ذاتها التي وقعت في اخطاء كارثية في الانتخابات النيابية السابقة ان تحسن وتتقن ادائها ولاتقع في بعض الاخطاء التقنية والفنية كما حدث في التصويت الخاص، وهي تعمل بعيدة عن ظغوطات الحكومة حاليا ولها مساحة واسعة مستقلة،لان رئيس الوزراء اعطى اهتماما كبيرا وواضحا لهذه الانتخابات لان نجاحها ونسبة المشاركة العالية هي دليل ايظا على نجاح الحكومة، وفي الجانب الامني شدد القائد العام باوامر عسكرية صارمة لمن يحاول العبث او منع مواطن من الادلاء بصوته او بعض الفعاليات السلبية قرب مراكز الاقتراع ، لذلك هنالك دعم واضح من قبل رئيس الوزراء.
بالتالي هذه الانتخابات جاءت في مرحلة جدا حساسة وتحديات اقليمية ومعركة طوفان الاقصى وماافرزت من هو مع الشعب الفلسطيني، وموقف الاحزاب التقليدية وفصائل المقاومة وموقف رئيس الوزراء الواضح اعتقد يعطى دعما وزخما في المشاركة .
رغم هنالك دعوات للمقاطعة (وهذه حرية في النظام الديمقراطي) لكن هذه الدعوات اعتقد اتت بمردود ايجابي سوف يندفع البعض او الاغلب للمشاركة بسبب تحدي قوى سياسية وكذلك يتبعها جمهورها .
المرشحون للانتخابات يملكون ثقافات متفاوته والبعض لايعي عمله وواجبته اعتمد بعض الشعارات التي لاتتلائم مع عمل مجالس المحافظات للتسويق او بعض الخطابات الشعبوية ، والبعض يعي ماذا يقول ويملك ثقافة وخبرة ويعرف واجباته بالتالي هذا يعتمد على الكتل التي دفعت بهؤلاء المرشحين.
نحن نتمنى بعد تشكيل المجالس ان تكون هنالك عمل جدي ونوايا صادقة في الاسراع في اختيار رئيس المجلس والمحافظ
وتسمية اللجان حتى تكون مؤهلة للعمل وتنال ثقة جمهورها وان تكون هذه المجالس الخدمية والمراقبة بنفس الوقت تكمل عمل الحكومة في تقديم الافضل، لكن اعتقد سوف نشاهد في بعض المحافظات صراعات على المناصب والضغط السياسي حاضر حتى تكون مستعدة لنهب الاموال وتحقيق النفوذ
واعتقد هذه سمات الكتل الفاشلة المفلسة والتي تتخذ الخطاب الطائفي والمذهبي سلاحا في سبيل حث جمهورهم الذي لا يختلف عنهم ايدولوجيا.
بالتالي لابد من المشاركة بالانتخابات وممارسة الحق الممنوح لنا في الاختيار الامثل في سبيل تقديم افضل الخدمات ومن يريد ان يحارب الفاسدين عليه الاختيار الافضل عن طريق المشاركة، ومن يريد الابقاء على الفساد في معظم المؤسسات الخدمية يقاطع الانتخابات.
بالتالي مقولة افلاطون تتحق اذا توفر العنصرين شعب مثقف وواعي سياسيا وطبقة سياسية تريد ان تبني وطن..