الأنبار على أعتاب انتخابات محتدمة.. "حزب الحلبوسي" يفقد السيطرة والكتل الجديدة تتقدم
22 تموز 13:48
المعلومة / تقرير...
تشهد محافظة الأنبار تطورات سياسية متسارعة مع اقتراب الانتخابات النيابية المقبلة، حيث تسود حالة من الترقب في الأوساط الشعبية والسياسية، في ظل مؤشرات على تراجع واضح في نفوذ حزب "تقدم" الذي يتزعمه رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي.
ويأتي ذلك وسط اتهامات باستخدام المال السياسي كوسيلة لإعادة ترميم نفوذ الحزب داخل المحافظة التي كانت معقله الأبرز.
تراجع التأثير وغياب القيادة
يؤكد عضو تحالف "الأنبار المتحد"، محمد الفهداوي، في حديثه لـ/المعلومة/، أن "حزب تقدم لم يعد يمتلك نفس الحضور الشعبي والتنظيمي الذي كان يتمتع به في السنوات الماضية"، مشيراً إلى أن "الحزب فقد الكثير من تأثيره في الشارع الأنبار، ما دفعه لاعتماد "أساليب غير نزيهة" – حسب تعبيره – من أجل استعادة مكانته الانتخابية".
ويُرجع الفهداوي هذا التراجع إلى سببين رئيسيين، أولهما "خسارة الحلبوسي منصبه كرئيس لمجلس النواب، ما أفقده أدوات الضغط والتأثير داخل مؤسسات الدولة، وخاصة الأجهزة الأمنية"، أما السبب الثاني، فيكمن في "قرار الحلبوسي خوض الانتخابات المقبلة عن بغداد، وهو ما خلق فراغاً سياسياً في الأنبار استغلته قوى أخرى بدأت تملأ الساحة بفعالية".
اتهامات بإغراء مرشحين
وأضاف الفهداوي أن "حزب تقدم لجأ مؤخراً إلى استخدام المال السياسي لإغراء عدد من المرشحين في المحافظة بهدف دفعهم للانسحاب أو الانضمام إلى صفوفه"، مشيراً إلى أن هذا السلوك "يعكس حالة من الارتباك والتراجع داخل الحزب ومحاولة يائسة لاستعادة السيطرة".
ويشهد المشهد السياسي في الأنبار تصاعداً في التنافس الانتخابي، إذ يتنافس أكثر من 100 مرشح على 15 مقعداً نيابياً، وسط صعود لافت لقوى سياسية جديدة تحاول كسر الاحتكار السابق على المشهد السياسي في المحافظة.
صراع داخلي وسباق على التأثير الإقليمي
بدوره، يرى عضو تحالف "الأنبار المتحد" محمد دحام، أن "الصراع داخل البيت السني بلغ ذروته مع اقتراب الانتخابات"، مؤكداً لـ/المعلومة/ أن "الكتل السنية تسعى للفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد البرلمانية، ما يجعل المال السياسي عاملاً حاسماً في حسم التنافس".
وأضاف دحام أن "توجه الحلبوسي إلى الترشح في بغداد فتح الباب أمام منافسين جدد في الأنبار، ما يزيد من حدة الصراع السياسي"، مشيراً إلى أن "الجهة التي ستتمكن من تأمين عدد أكبر من المقاعد ستتمكن من حصد الدعم الإقليمي والدولي في المرحلة المقبلة".
تغيرات مرتقبة في المشهد الانتخابي
وتعد محافظة الأنبار أحد أهم مراكز النفوذ الانتخابي لحزب "تقدم"، حيث حقق فيها الحزب نتائج كبيرة في الانتخابات السابقة بفضل القاعدة العشائرية والدعم الشعبي. إلا أن المتغيرات الأخيرة على الساحة السياسية، بالإضافة إلى التحديات الداخلية، باتت تُهدد قدرة الحزب على تكرار نجاحه السابق.
وفي ظل استمرار الجدل حول استخدام المال السياسي والضغوط على المرشحين، يترقب الشارع الأنبار نتائج الانتخابات المقبلة لمعرفة ما إذا كانت المحافظة ستشهد تغييراً جذرياً في خارطتها السياسية، أم أن القوى التقليدية ستنجح في إعادة ترتيب أوراقها والعودة مجدداً إلى الواجهة.انتهى/25م