المعلومة / خاص .. في حادثة جديدة تُسلط الضوء على التدخل الأمريكي المباشر في الشؤون الداخلية للعراق، كشف المكالمة الهاتفية التي جرت بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الإثنين، 23 يوليو 2025، تجاوز الوزير الامريكي الأعراف الدبلوماسية ليطلب من السوداني ما يمكن اعتباره تدخلًا صارخًا في السيادة العراقية، وخلال المكالمة، لم يقتصر ماركو على مناقشة الشؤون الثنائية المعتادة، بل طرح ضغوطًا بخصوص قانون الحشد الشعبي، الموازنة العراقية، وتصدير النفط، مما يثير تساؤلات حول الدور الأمريكي المشبوه في إعادة صياغة السياسة العراقية حسب مصالحها الخاصة. وبحسب بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني وبيان السفارة الامريكية في بغداد ، أصر روبيو على ضرورة عدم إقرار قانون الحشد الشعبي، هذا الضغط الأمريكي هو بمثابة محاولة لإضعاف أو تقليص الدور السياسي والعسكري لهذه القوات التي تشكل جزءًا أساسيًا من المشهد الأمني في العراق، ووفقًا لبعض المحللين، فإن هذا التدخل الأمريكي يتجاوز حدود الدبلوماسية التقليدية، ليُظهر نوايا واشنطن في تقليص قدرة العراق على اتخاذ قرارات سيادية، وخاصة فيما يتعلق بتوازن القوى داخل المؤسسة العسكرية. ضغط أمريكي على السيادة العراقية إضافة إلى ملف الحشد الشعبي، فتح وزير الخارجية الأمريكي ملفات أخرى حيوية تمس السيادة الوطنية للعراق بشكل مباشر، مثل الموازنة العامة، إطلاق تصدير النفط، وتحديد أولويات الإنفاق الداخلي. ويتساءل العديد من المتابعين كيف يُمكن لواشنطن أن تطلب من الحكومة العراقية تحديد ملامح ميزانيتها والسياسات النفطية في وقت يعاني فيه العراق من ضغوط اقتصادية كبيرة ويحتاج إلى اتخاذ قرارات تتعلق بمستقبل شعبه؟
إن مثل هذه المكالمات تُثير القلق من أن واشنطن تتطلع إلى إعادة رسم المشهد العراقي بشكل يتوافق مع مصالحها، خاصة في ظل التطورات الأخيرة المتعلقة بوجود القوات الأمريكية في العراق، والتي كانت دائمًا موضوعًا حساسًا في السياسة العراقية، وهل يحاول الأمريكيون إعادة ترتيب أوراق اللعبة داخل العراق لتكون أكثر توافقًا مع رؤيتهم الإستراتيجية؟
وفي هذا الشأن قال السياسي صباح العكيلي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "بيان السفارة الأمريكية الأخير بشأن المكالمة الهاتفية بين السوداني وروبيو يمثّل تدخلاً وقحاً وغير مقبول في الشأنين التنفيذي والتشريعي العراقي"، داعياً الحكومة إلى اتخاذ موقف واضح وحازم إزاء هذه التدخلات، والرد بما يليق بسيادة العراق وكرامة مواطنيه. وعلى صعيد متصل حذر عضو ائتلاف دولة القانون عبد الرحمن الجزائري من "استمرار محاولات الجانب الأمريكي للتأثير على الخارطة السياسية في البلاد"، مشيراً إلى أن "هناك إشارات واضحة على تدخل واشنطن في ترتيب التحالفات السياسية وفرض أجندات على الكتل المختلفة." وأوضح الجزائري أن "الإدارة الأمريكية لا تزال توجه رسائل غير مباشرة إلى الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة، بزعم أن الشعب غير راضٍ عن أداء الحكومة الحالية، في محاولة لخلق مبررات للتدخل السياسي المباشر.
من جانبه دعا المراقب السياسي صباح العكيلي، اليوم الأربعاء، وزارة الخارجية العراقية إلى الرد على بيان السفارة الأمريكية في بغداد الذي تناول فحوى المكالمة الهاتفية التي جرت بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني روبيو. وقال العكيلي في تصريح لوكالة /المعلومة/، إن "البيان الأمريكي مرفوض جملة وتفصيلاً، إذ يشكل تجاوزاً واضحاً للسيادة الوطنية العراقية." وأضاف أن "الحكومة مطالبة بوضع حد لهذه التدخلات السافرة، مؤكداً أن "العراق دولة مستقلة وليست ولاية لأية دولة أخرى، والقانون الدولي يحظر التدخل في الشؤون الداخلية للدول". ووصف العكيلي مطالبات روبيو بأنها "تدخل سافر في الشأن الداخلي العراقي، سواء على المستوى التنفيذي أو التشريعي." هل هناك مخطط أمريكي جديد في العراق ؟ يبدو أن أحد النقاط الأبرز في المكالمة هو الضغط الأمريكي على حكومة السوداني لإلغاء وسحب قانون الحشد لتقليص دوره بشكل غير مباشر، مما سيسمح للولايات المتحدة بتوسيع نفوذها العسكري والأمني في العراق. الغضب العراقي ويرى العديد من المتابعين أن تصرف روبيو قد يكون تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية وان هذه المكالمة قد تُعتبر انتهاكًا سافرًا لسيادة العراق، وهو ما يجب أن يُعتبر من قبل الحكومة العراقية خطًا أحمر.انتهى 25