سيادة العراق في مهب الريح؟ ردود فعل غاضبة بشأن التدخل الأمريكي السافر
23 تموز 20:13
المعلومة/تقرير.. تجددت الانتقادات الداخلية في العراق على خلفية التصريحات "استفزازية" من الإدارة الأمريكية تمس سيادة البلاد وتتناول ملفات داخلية تمثل جوهر القرار الوطني العراقي. فقد شهدت الساحة السياسية ردود فعل غاضبة إثر تدخلات أمريكية تُعدّها قوى برلمانية انتهاكاً مباشراً لاستقلال القرار العراقي ومحاولة غير مقبولة لإعادة فرض الوصاية على الدولة العراقية بعد سنوات من التحرر النسبي من الهيمنة الخارجية. تأتي هذه التصريحات في وقت حساس تمر فيه البلاد بتحولات سياسية وأمنية دقيقة، حيث تسعى الحكومة إلى تثبيت دعائم الاستقرار وتعزيز مؤسسات الدولة وسط تحديات داخلية وإقليمية متشابكة. إلا أن حديث المسؤولين الأمريكيين مؤخراً، لا سيما فيما يتعلق بالتفاهمات الأمنية والسياسية بين بغداد وواشنطن، أثار موجة من الجدل، وفتح باب التساؤلات حول حدود العلاقة بين الطرفين، ومدى احترام الولايات المتحدة للسيادة العراقية كشريك لا كطرف مهيمن. وبخصوص هذه الموضوع حذر عضو تحالف الإطار التنسيقي، إبراهيم السكيني، من استمرار التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي العراقي، معتبراً تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأخيرة بمثابة انتهاك خطير لسيادة الدولة.
ويقول السكيني في تصريح لـ/المعلومة/، إن "الحديث الأمريكي عن ملفات سياسية وأمنية عراقية داخلية يُعد تجاوزاً مرفوضاً على السيادة الوطنية، ولا يمكن السماح به تحت أي ذريعة"، مشدداً على أن "العراق بلد مستقل، وقراره يجب أن ينبع من إرادته الوطنية لا من تدخلات الخارج". ويضيف أن "المواقف الأمريكية تُظهر إصراراً على الهيمنة على القرار العراقي، سواء من خلال التواجد العسكري أو عبر التدخل السياسي العلني، كما حدث في تصريحات روبيو التي أثارت استياءً واسعاً داخل الأوساط السياسية". والى ذلك اتهم النائب عن كتلة صادقون النيابية، رفيق الصالحي، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بتجاوز الخطوط الحمراء، مؤكداً أن حديثه الأخير مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بشأن ملفات داخلية عراقية يمثل تدخلاً صارخاً في السيادة الوطنية، وانتهاكاً فاضحاً لاستقلالية القرار العراقي. ويقول الصالحي في تصريح لـ/المعلومة/، إن "ما صدر عن وزير الخارجية الأمريكي يمثل تدخلاً سافراً وغير مبرر في القضايا العراقية، ويعكس إصرار الإدارة الأمريكية على تجاوز الأعراف الدبلوماسية والتعامل مع العراق كدولة فاقدة للقرار، وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً". ويضيف أن "روبيو تجاوز صلاحياته، وتصرف وكأنه وصي على العراق، وهذا بحد ذاته إهانة للشعب العراقي ولمؤسساته الدستورية"، مطالباً "الحكومة العراقية بموقف رسمي واضح يرفض هذه التصريحات ويحمل الخارجية الأمريكية مسؤولية أي تبعات سياسية أو أمنية تنتج عنها". في ظل استمرار التصريحات الأمريكية المثيرة للجدل، تتصاعد الدعوات داخل العراق لاتخاذ موقف حازم يحفظ هيبة الدولة ويمنع أي تدخل خارجي يمس بقراره السيادي. ومع ترقب الموقف الرسمي للحكومة، تبقى قضية السيادة الوطنية في واجهة المشهد السياسي، وسط مطالبات بإعادة رسم العلاقة مع الولايات المتحدة وفق المصالح المشتركة وعدم التدخل وفرض الارادات. انتهى25د